كلمه عن صاحب التفسير :
الضحاك بن مزاحم (4) الهلالي ، أبو محمد ، وقيل أبو القاسم ، صاحب التفسير كان من أوعية العلم ، وليس بالمجود لحديثه ، وهو صدوق في نفسه ، وكان له أخوان : محمد ومسلم ، وكان يكون ببلخ وبسمرقند .
حدث عن ابن عباس ، وأبي سعيد الخدري ، وابن عمر ، وأنس بن مالك ، وعن الأسود ، وسعيد بن جبير ، وعطاء ، وطاوس ، وطائفة .
وبعضهم يقول : لم يلقَ ابن عباس . فالله أعلم .
حدث عنه : عمارة بن أبي حفصة ، وأبو سعد البقال وجويبر بن سعيد ، ومقاتل ، وعلي بن الحكم ، وأبو روق عطية ، وأبو جناب الكلبي يحيى بن أبي حية ، ونهشل بن سعيد ، وعمر بن الرماح ، وعبد العزيز بن أبي رواد ، وقرة بن خالد ، وآخرون .
وثقه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وغيرهما . وحديثه في السنن ، لا في الصحيحين .
وقد ضعفه يحيى بن سعيد . وقيل : كان يدلس . وقيل : كان فقيه مكتب كبير إلى الغاية ، فيه ثلاثة آلاف صبي ، فكان يركب حمارا ويدور على الصبيان . وله باع كبير في التفسير والقصص .
قال سفيان الثوري : كان الضحاك يعلم ولا يأخذ أجرا .
وروى شعبة عن مشاش ، قال : سألت الضحاك : هل لقيت ابن عباس ؟ فقال : لا .
وروى شعبة عن عبد الملك بن ميسرة ، قال : لم يلقَ الضحاك ابن عباس ؛ إنما لقي سعيد بن جبير بالري فأخذ عنه التفسير .
قال يحيى القطان : كان شعبة ينكر أن يكون الضحاك لقي ابن عباس قط . ثم قال القطان : والضحاك عندنا ضعيف . وأما أبو جناب الكلبي فروى عن الضحاك ، قال : جاورت ابن عباس سبع سنين .
قلت : أبو جناب ليس بقوي ، والأول أصح .
وروى قبيصة ، عن قيس بن مسلم ، قال : كان الضحاك إذا أمسى بكى فيقال [له، فيقول] : لا أدري ما صعد اليوم من عملي .
سفيان الثوري ، عن أبي السوداء ، عن الضحاك قال : أدركتهم وما يتعلمون إلا الورع .
قال قرة : كان هجيرى الضحاك إذا سكت : لا حول ولا قوة إلا بالله .
وروى ميمون أبو عبد الله عن الضحاك ، قال : حق على كل من تعلم القرآن أن يكون فقيها . وتلا قول الله : كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ .
زهير بن معاوية ، عن بشير أبي إسماعيل ، عن الضحاك ، قال : كنت ابن ثمانين سنة جلدا غزاء .
نقل غير واحد وفاة الضحاك في سنة اثنتين ومائة .
وقال أبو نعيم الملائي : توفي سنة خمس ومائة .
وقال الحسين بن الوليد ، والنيسابوري : توفي سنة ست ومائة .
الضحاك من مزاحم هو علم من أعلام التفسير، وقد حقق لنفسه مكانة علمية شامخة في التفسير على مستوى عصره. فقد ترك لمن بعد آثاراً اعتمدها المفسرون في مختلف علوم القرآن، وتناقلتها الأجيال، وليس غريباً هذا على عالم كالضحاك حيث كان المستودع في زمانه لعلوم الصحابة، خصوصاً على ابن عباس وابن مسعود في التفسير وباقي فروع العلم.
وفضلاً عن ذلك نجد لتفسير الضحاك صدىً علمياً واسعاً استشهد بها العلماء كل ضمن تخصصه. أما منهجه فقد اعتمد لذلك تفسير القرآن بالقرآن فكان يفسر الآية بنظيراتها، ويفسر معنىً قرآنياً بما يشاكله ويشابهه، كما أنه كان يهتم بالقراءات في تفسيره، لأن تفسير الآيات بالقراءات الواردة فيها تبرز المعاني القرآنية التي يحتويها النص القرآني، بالإضافة إلى ذلك فإن الضحاك كان يأخذ بعين الاعتبار، في تفسيره، بمواضيع علوم القرآن، منها ما يتعلق بأسباب النزول، ومنها ما يتعلق بفواتح السور، ومنها ما يتعلق بمعان القرآن كالمحكم والمتشابه والكليات القرآنية، ومنها في مواضيع الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم.
وتجدر الإشارة إلى أن تفسير الضحاك كان مفرقاً في بطون التفاسير ولأن الضحاك كان ممن حملوا لواء الريادة في هذا العلم، وتركوا فيمن بعدهم من المفسرين آثاراً بارزة كان جهد الدارس في جمع هذا التفسير في هذا الكتاب الذي جاء كرسالة لنيل درجة الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن.
وقد استهل رسالته هذه بمقدمة تكلم فيها عن التفسير والتأويل ومدارس التفسير في عهد الصحابة والتابعين وخطوات التفسير، والتفسير بالمأثور وحكمه، والتفسير بالرأي وحكمه، والإسرائيليات في التفسير وأثرها لينتقل من ثم للحديث عن حياة الضحاك وعن الضحاك كمفسر، وعن مصادره ومنهجه في التفسير، ليكرر الباحث بعد ذلك الباقي في الرسالة، وهو صلبها، لعرض أقوال الضحاك في التفسير، حيث جمع ما وقف عليه من هذه الأقوال من كتب التفسير بالمأثور وكتب السنة وغير ذلك، وقد جاوزت ثلاثة آلاف أثر، مستعرضاً بعدها الآيات التي يتعلق رأي الضحاك بها مع تدوين الأثر أو الآثار المتعلقة بها حسب ترتيب القرآن، وقد عمد الباحث إلى تخريج هذه الآراء والآثار من مصادرها الأصلية مع بحث أسانيدها ودراسة الرجال ثم تقوية هذه الآثار بذكر رأي غيره ممن وافق رأيُّه رأيَّه، وتخرج هذه الآثار من أكثر من مصدر وشرح ما يحتاج منها إلى شرح من معاجم اللغة وشروح السنة وكتب التفاسير وغير ذلك. مختتماً عمله هذا بذكر أهم النتائج التي توصل إليها.
الكتاب من مكتبة مشكاة :
الرابط :
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=4532رابط مباشر :
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=4532ا كتاب:
( لضحاك بن مزاحم الهلالي وتفسيره للقران الكريم - الرسالة العلمية )
http://www.4shared.com/rar/iaMelEgG/_______-__.html