نصيحة الشيخ محمد بن هادي المدخلي للإخوة السلفيين كيف يعالجون الخلافات التي تقع بينهم.
نسأل الله أن يوفقنا و إياكم للعمل بها كي تجتمع الكلمة و يتوحد الصف
تفريغ من شريط:الاهتمام بالسنة و تعظيمها.
لفضيلة الشيخ : محمد بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ قال فيه:
وهذا سؤال يقول:الحكم على الشباب السلفي بالجملة, كقول : مسجد كذا مخالفون و منطقة كذا ليس بهم سنة؟
والله لا أدري من هو صاحب هذا السؤال,على كل حال هذا السؤال يظهر لي مما تحت السطور أن فيه شيئا في الصدور لصاحبه, فالكلام يعود, فقد يكون و قد لا يكون , فأنا لا أستطيع أن أتكلم عليه لأن هذا من العمومات, كما قلت لكم في مجالس سابقة و قد يلبس هذا الثوب على ما ليس أهلا له,نعم, و إياكم و التعميم, و عليكم بالتخصيص ـ فلان يقول كذا, الجماعة الفلانية تقول كذا ـ فيسهل حينئذ الجواب, أما أن يبقى على هذه الصورة خاصة إذا علم المسئول ما يترتب عليها و القرائن التي تحتف بها فله أن لا يجيب على مثل هذه الأسئلة, لم؟ لأنه يترتب عليها بعد ذلك شر عظيم, فالناس يتجاذبونها, كل واحد يقول هذا السؤال لي وهذا لصالحي و هذا ينزل على فلان, و ذاك يقول ما قصد فلان فأنا أوصيكم بالبعد عن هذا فمن كان بينك و بينه اختلاف احتكموا إلى عالم, إن كنتم موجودين بين أهل العلم فالحمد لله, و إلا فالهاتف قد يسره الله جل و عز, فاتصلوا بالمشايخ , و يجعل الهاتف أمامكم و المسجل بينكم و يستفتى العالم و يطرح السؤال كما هو المدعي و المدعى عليه, , يصوغ السؤال بحضرتهم و يسألون, فإذا وفق الله لهذا السلوك رفع الله الخلاف و حل محله الائتلاف ـ أما أن يفعل ـ هذا يأتي بمفرده و يصوغ سؤالا على ما في نفسه, و يتصل بالعالم و العالم ما يدري بالحيثيات التي عندهم وهو بشر يجيب على نحو مما يسمع, و يأتي و يلبسها أخاه, و أخوه يفعل الفعل نفسه و ينزله عليه, هذا يفسد ولا يصلح, فأنا أوصي إخواني بأن نكون صادقين مع الله جل و علا أولا, ثم مع أنفسنا ثانيا, و الصدق مع النفس أن يكون المقصد نصرة الحق , ما هو الانتصار للنفس, أن يظهر الدين و لو تكلم في, وأن تظهر السنة و لو طعن في, لا عليك, هذا هو الصدق مع الله جل و علا, ثم الصدق مع النفس , فإذا علم الله منك ذلك و الله ليوفقنك لأنه قد تكفل بنصرة من نصره { و لينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز}. قوي: لا يغالبه أحد, عزيز: لا يظهر عليه أحد سبحانه و تعالى, فأنا أوصيكم بهذا, أنا و فلان بيني و بينه خصومة : تعال من ترضى من العلماء ضع سؤالك, و أنا أصوغ سؤالي إذا لم نكن عند العالم, ونجعله أمامنا الآن و نقرأه,... إذا خشينا نأتي بطرف ثالث يكون بيننا و نقرأ هذا السؤال على العالم و سيجيب, ولكن بشرط أن نتقي الله في أنفسنا, وما أفتانا به العالم بعد البيان و التفصيل له نلتزمه , ما نتأول فنذهب مثل أهل الأهواء ... لعله ما قصد كذا , طيب أنا و إياك جلسنا من أول الأمر و بينا من أول الأمر و اتفقنا على الصياغة من أول الأمر فإذا جاء,... الصادق هو الذي يقبل الأمر و لو كان على خلاف ما يريد, هذا هو الصادق , و أما الكاذب فهو الذي يذهب يتأول, فنسأل الله أن يوفقنا و إياكم للخروج من حظوظ أنفسنا نعم, هذه وصيتي لنفسي قبلكم و أنا أحوج الناس إليها ثم لكم ثانيا.
المصدر: شبكة المنهاج السلفية