سُمِّي هذا التفسير بـ " الجلالين " نسبة إلى مؤلِّفيه الجليلين: جلال الدين المحلَّى، وجلال الدين السيوطي ؛ وهو من التفاسير القيِّمة المفيدة، التي لاقت انتشاراً واسعاً بين المسلمين، وعمَّ النفع به ديار المسلمين كافة، لما امتاز به من عبارة وجيزة، وأسلوب واضح بيِّن، ليس فيه تعقيد ولا غموض.
وخبر هذا التفسير يفيد أن الإمام جلال الدين المحلَّي - - كان من العلماء المبرَّزين في القرن الثامن الهجري، بدأ بتأليف هذا التفسير من سورة الكهف وانتهى به إلى سورة الناس، وعندما شرع في تفسير سورة الفاتحة وما بعدها وافته المنيَّة قبل أن يُتمَّ كتابة تفسير النصف الأول من القرآن؛ ثم جاء الإمام السيوطي بعده - وهو من علماء القرن التاسع الهجري - فقطع العهد على نفسه بإتمام تفسير ما لم يتمكن الإمام المحلَّى من تفسيره؛ فشرع في تفسير سورة البقرة، وأتم التفسير إلى نهاية سورة الإسراء. وبعمل هذين الإمامين اكتمل هذا التفسير، الذي كان له من القبول الكثير، لأمور نلقي الضوء عليها في سطورنا التالية...
فالقارئ لهذا التفسير الجليل، لا يكاد يلمس فرقاً واضحاً بين طريقة الشيخين، فيما فسراه، بل لا يكاد يحس بمخالفة بينهما - لا شكلاً ولا مضموناً - في ناحية من نواحي التفسير المختلفة، اللهم إلا في مواضع قليلة لا تكاد تذكر.
ثم إن هذا التفسير قد جاء في غاية من الاختصار والإيجاز، ولعل هذا ما جعل له قبولاً وإقبالاً من الناس، ناهيك عن أسلوبه المميز، من سلامة في العبارة، وسلاسة في اختيار الألفاظ، وحسن تحرير للأقوال، وتقرير للمسائل، وتنقيح للإشكالات...
ومنهج المؤلِّفين في هذا التفسير كان يقوم على ذِكْرِ ما تدل عليه الآيات القرآنية، وما يُفهم منها، ومن ثَمَّ اختيار أرجح الأقوال وأصحها. ويقوم كذلك على إعراب ما يحتاج إلى إعراب، دون توسُّع أو تطويل يُخرج عن القصد، بل في حدود ما يفي بالغرض، ويوضح المقصود والمطلوب.
وكان من منهج المؤلِّفين - فوق ما تقدم - التنبيه على القراءات القرآنية المشهورة على وجه لطيف، وبتعبير وجيز، والإعراض عن القراءات الشاذة غير المرضيَّة.
ونظراً لأهمية هذا التفسير، وما امتاز به عن غيره من التفاسير، فقد اتجهت إليه هِمَمُ كثيرٍ من العلماء؛ فوضعوا عليه التعاليق المفيدة، وكتبوا عليه الحواشي الشارحة، وكان من أهم الحواشي التي كُتبت على هذا التفسير، حاشية الجمل، وحاشية الصاوي، وهاتان الحاشيتان متداولتان بين أهل العلم.
ومما يُؤخذ على هذا التفسير أنَّ مؤلِّفيه لم يلتزما منهج أهل السنة والجماعة في مسائل الأسماء والصفات، التي أجمع السلف على إثباتها، دون تحريف، أو تعطيل، أو تكييف، أو تمثيل.
وعلى الرغم من المآخذ التي أخذت على هذا التفسير، فانه بقي محتفظاً بمكانته في المكتبة الإسلامية، جنبًا إلى جنب مع كتب التفسير الأخرى، وقد اعتبر أحد الكتب التي يُرجع إليها في فهم الكتاب العزيز، وخاصة لمن لم يسعفه الوقت لقراءة التفاسير الموسعة والمفصلة، فكان هذا التفسير مناسبًا لحاجة القارئ العجل، الذي يريد معرفة معنى كلمة معينة من القرآن، أو تفسير آية من آياته فمادة هذا التفسير تلبي حاجة شريحة معينة من الناس من غير المتخصصين و المتبحرين في قراءة كتب التفسير المفصلة والمسهبة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تفسير الجلالين من التفاسير النافعة عظيمة القدر، وقد انتفع به خلق كثير، غير أنه فيه بعض الأخطاء، بعضها متعلق بتأويل بعض آيات الصفات على طريقة الأشاعرة. وبعضها متعلق بقصر العام على بعض أفراده. وذلك أن اللفظ أحياناً قد يصدق على عدة معان ويطلق عليها ويحتملها كلها أو يقصد به مجموعها، فلو قيل بأحدها فقط وطرح الباقي ولم يلتفت إليه لكان اطراحاً لمعان حقة هي جزء من مدلولات اللفظ. وبعض الأخطاء متعلق بإيراده لبعض الإسرائيليات. وقد جمع الشيخ محمد عبد الرحمن الخميس هذه الهنات ومثل لها في كتيب صغير سماه: أنوار الهلالين في التعقبات على الجلالين.
والله أعلم.
وهنا تجد تنبيهات مهمه للشيخ محمد بن جميل زينو حول هذا التفسير:
http://almenhaj.net/makal.php?linkid=2550 وقد ورد سؤال للشيخ بن باز حول هذا التفسير فقال :
( تسأل أختنا بعض الأسئلة حول القرآن الكريم وحول تفسيره، فتسأل أولاً عن تفسير الجلالين؟
تفسير مفيد وفيه بعض الأخطاء في الصفات وفي بعض ... ولكن مفيد، تفسير مفيد، وقل كتاب إلا ويكون فيه بعض الأخطاء، إلا كتاب الله -سبحانه وتعالى- وكتب الناس يكون فيها بعض الأخطاء، لكن مقل ومكثر، فتفسير الجلالين فيه بعض الأخطاء فإذا تيسر أن يدرِّسه صاحب سنة، يعرف كلام أهل السنة والجماعة فينبه على الأخطاء فهذا طيب، وإذا أشكل شيء على الدارس يسأل أهل العلم. س/ سماحة الشيخ هل تنادون أحد طلبة العلم بتتبع هذا التفسير والإرشاد إلى ما فيه من الأخطاء والقول الصحيح أيضاً؟ ج/ نعم، عندي نية في هذا، وقد كتبت فيه بعض الشيء، عندي نية أن أتتبع هذا -إن شاء الله-وأن أكتب ما تيسر في ذلك، ولعلي أوصي أيضاً بعض أهل العلم لأنهم أفرغ مني، قد يفعلون هذا أسرع مني، فأرجو أن أوصي بعض أهل العلم فيما بعد -إن شاء الله-. - طلبة كلية أصول الدين سماحة الشيخ كثيراً ما يتناولون الدراسات القرآنية لنيل شهادة الماجستير أو الدكتوراة، هل تنصحون أحداً منهم بتناول هذا الكتاب؟ لعله يتيسر -إن شاء الله-. -ليكون أطروحةً علمية! ج/ أنا أوصي بهذا، لأن فيه مصلحةً كبيرة.)
المصدر :
http://www.binbaz.org.sa/mat/10505 صيغة الملف :PDF
حجم الملف : 38 MB
رابط الحفظ
http://bo0oks.blogspot.com/2012/04/pdf_16.htmlرابط 2
http://www.4shared.com/office/HSQxU7X3/__online.htmبيانات الكتاب:
اسم الكتاب: تفسير الجلالين
اسم المؤلف: السيوطي، جلال الدين .المحلي .جلال الدين السيوطي
التصنيف: Dr.Daiber#1712-Tokyo Manuscripts-مخطوطه
النوعيه: scanned 740 ص
المصدر: ricasdb.ioc.u-tokyo.ac.jp
l
رابط 3
http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=m003337.pdf