بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هداه... وبعدُ:
فأثناء تفريغي للرد السابع من سلسلة: (الردود العشرون العوالي على وحيد عبدالسلام بالِي)، أردتُ مشاركتكم بهذه الفائدة الطيبة.
قال فضيلة الشيخ (هشام بن فؤاد البيلي) -حفظه الله-:
(تبقى شبهة في هذه المسألة، قد يقول قائل: لكننا رأينا -مثلًا يعني- من السلف -مثلًا- رأينا روايةَ المُبتدِع عند البخاري أو كذا أو كذا أو كذا.. طيب ما هو دَه (=هذا) يُعارِض هذا الكلام؟!
نقول: لأ.. انتبهوا معي إلى هذه القاعدة: «لابد أن نُفرِّق بين رواية المبتدِع، والتلقي عن المبتدِع، والثناءِ على المبتدِع، وقبولِ الحقِّ من المبتدِع».. هذه أربعة أشياء.
«قبول الحق من المبتدِع»:
إنْ جاء من المبتدِع حقٌّ، فماذا أنتَ قائلٌ فيه؟!
الحقُّ هذا.. هل حقٌّ لأنه قاله مبتدِع؟!، ولَّا حقٌّ لأنه قام عليه الدليل من الكتاب والسنة؟
حقٌّ؛ لأنه قام عليه الدليل من الكتاب والسنة؛ ولهذا يُقبَل الحقُّ ولو جاء من أي أحدٍ: من يهودي، من نصراني، من مبتدِع، من أي أحدٍ.. كما قَبِلَ النبي -صلى الله عليه وسلم-: انظروا إلى هذا الحَبْرِ من أحبار اليهود -والحديثُ عند «مسلم»- لمَّا قال: إنّ الله جعلَ السماوات على إصبعٍ وكذا.. أقرَّه النبي -صلى الله عليه وسلم-.. حق!!
وقال النبي: «صدقكَ وهو كذوب»، لمَّا عَلَّمَ الشيطان آيةَ الكرسي.. وهكذا.. هذا قبولُ الحق.
«الرواية»:
اختلفَ العلماء فيها -كما تعلمون-، إذا كان المبتدعُ مُبتدِعًا بدعةً كفرية، ما في خلاف بين أهل العلم أنه لا تُقبَل روايتُه، أما إذا كان مُبتدِعًا بدعةٍ غير كفرية، فمن أهل العلم مَن قَبِلَ روايته، ومن أهل العلم مَن لم يَقْبَلْ روايته.
قد تقول: طب.. ما هذا فيه موازنات، وهذا فيه قبول كيت وكيت وكيت، وكيف لا يَقْبَل الرواية منه إذا كان أصلًا إلا بسماع كلامه؟!
نقولُ: خَصُّوا الروايةَ -فقط-؛ لجناب الرواية؛ لأننا نخشى أن نردَّ حديثَ مَن وقع في البدعة، فنرد بذلك حديثًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيكون هو تابعًا لقبول الحق من المُبتدِع، شريطةَ أن تتوافر فيه شروطُ قبول الرواية؛ فلا يدعو إلى بدعته، لأن الذين قالوا: نَقْبَل، قالوا: بشروط، ولم يقولوا مطلقًا.. لجناب الرواية -فقط-، وبالتالي يظهر لنا حُكْمُ التلقي عنه.
«التلقي عنه»:
التلقي عنه ما يجوز-أبدًا-، ولا يجوز أن تتلقى عن أهل البدعِ، (وابن سيرين) لما جاءه رجلانِ من أهل البدع، يقرآن عليه القرآنَ، قالوا: نقرأ عليك الآية؟ قال: لأ.
طب.. نقرأ عليك الحديث؟ قال: لأ، ثم قال: إما أن تقوما وإما أن أقوم.. فقاما، فقال له جليسُه: لمَ لمْ تسمع منهم الآية أو الحديث؟! قال: إني خشيتُ أن يقرآ عليَّ الآيةَ، فيحرِّفان فيها، فيقع ذلك في قلبي.
(وأيوب السختياني) لمَّا قال له مُبتدِعٌ: تعالَ أُكلمكَ كلمةً. قال: ولا نصف كلمة.
وأما «الثناء» -وهو الأمرُ الرابع-:
فلا يُثنَى على مُبتدِعٍ؛ لأن الثناءَ عليه إقرارٌ لطريقته). اهـ
الماده الصوتيه :
http://archive.org/download/Elbeialy_Nofarreq/ Elbeialy_Nofarreq.mp3