بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فإن الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله من العلماء الأجلاء اللذين كان لهم دورٌ في نشر التوحيد والعقيدة الصحيحة وحيث أن كتابه إبطال التنديد بإختصار كتاب التوحيد أحد الكتب المهمة في شروح كتاب التوحيد , وحيث أني لم أر من نشر هذا الكتاب إلكترونياً فقد أحببت أن أكتبه في هذا الموقع المبارك على هيئة حلقات ثم بعد ذلك يتم جمعه في ملف واحد .
ولعلي أبدء أولاً بذكر ترجمة المؤلف ثم منهجه في الكتاب راجيةً من الله أن ينفع بهذا الكاتب وأن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم .
ترجمة المؤلف :
العلامة الشيخ سعد بن حمد بن عتيق 1267-349هـ
نَسَبه ونشأتُه :
هو سعد بن حَمَدبن علي بن محمد بن عَتيق بن راشد بن حميضة، النَّجْدي الحَنْبَليالسَّلَفي،
اشتُهر كوالده بابن عَتيق،وأصلهم من ثادق ثم الزُّلْفي، من بُلدان نجد ، وقد اختُلف في مكان مولده وتاريخه،وصوَّب لي
قريبُه فضيلة الشيخ إسماعيل بن سعد العتيق،في رسالة خاصة- أنه وُلد في بلدة(الحلوة) من قرى (حوطة بني تميم) عام سبعة وستين ومئتينوألف للهجرة (1267 ) هـ .
ونشأ في كَنَف والده الشيخ حَمَد؛الذي كان من القضاة والعلماءفي نَجْد، وله منزلة عالية،فطَلَب العلم على يديه، وحفظ على يديه القرآن،وأخذ عنه قدراً وافراً من المُتون والفُنون،كما كانت والدته من الصالحاتوحافظات كتاب اللهوهي سارة بنت الشيخ سعد آل كسران، وكان لها أثرٌ بيِّن فيتربيته وتعليمه.
طلبه للعلم :
كانت الرياض المحطة الأولى للمترجَم في طلب العلم، فقرأ على عُلمائها، وتأهَّل في العلم وأدرك. ثم رغب في الرِّحلة للاستزادة، وحُبِّب إليه علم الحديث، وكانت الهند قبلةَ هذا الفن في ذلك الوقت، فتكبَّد المشاقَّ والأخطار وسافر إليها سنة 1301هـ، كما كتب بخطِّه[1]، وذلك قبل ثلاثة أشهر من وفاة والده الصالح، الذي زوَّده بالوصايا والدعوات الصالحة، فقرأ على كبار العُلماء من أَهْلِ الحَديث السَّلفيين هناك، وأشهرُهم نَذير حُسين الدِّهْلَوي، وحُسين بن مُحْسِن الأَنْصاري، وصِدِّيق حَسَن خان، وبقي هناك ثلاث سنوات على الصحيح، استفاد فيها أيما استفادة، وعُرف فضله وصلاحه بين شيوخه وأصحابه.
واستغلَّ فُرْصَةَ وُجوده هناك في استنساخ الكتب أيضاً، فنقل إلى بلاده عدداً من كتب السَّلف، وتُراث شيخ الإسلام ابن تيميَّة ومدرسته، كما بدأ التأليف هناك، فكتب سنة 1302 رسالته النافعة: (عقيدة الطائفة النجدية في توحيد الألوهية).
وبعد عَوْدَتِه من الهِنْد توجَّه إلى مكة المكرمة سنة 1304 للحَجِّ، وبقي فيها ستة أشهر، وسكن في رباطٍ بجوار (باب دريبة) مع الشيخ صالح القاضي، فقرأ فيها على مشايخها في الفقه والعربية، ونسخ عدداً من الكتب والرسائل المهمَّة، ثم عاد سنة 1305 إلى موطنه.
وبعد مدَّة عزم على السفر للهند مرَّة أخرى للتزوُّد من العلم، فشدَّ رحاله، ولما بلغ الأحساء أصابه مرضٌ في عينه اضطرَّه إلى العودة.
مشايخه :
1- والده: قرأ عليه في التوحيد، والتفسير، والحديث، والفقه، والنحو، وغير ذلك.
2- العلامة عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهَّاب[2].
3- العلامة محمد بن إبراهيم بن محمود: قرأ عليهما في الرياض.
4- الإمام المحدِّث محمد نذير حسين الدِّهْلَوي: أقام عنده سنة كاملة في (دِهْلي)، وقرأ عليه في الحديث قراءة شرح وتحقيق، فأخذ عنه الصحيحين بكمالهما، وأكثر سنن أبي داود، وبعض السنن الثلاثة والموطأ، وكتب له الإجازة بقلمه.
وكان الشيخ سعد يقدِّم شيخه نذيراً على سائر شيوخه، وينعته بأعلى الأوصاف - على وَرَعه وتحرُّزه المشهور- فيقول عنه (كما في إجازته للعنقري ص74): " الشيخ الفاضل النِّحرير، والعالم الكامل الشهير، حامل لواء أهل الحديث بلا نزاع، وحلية أهل الدراية والرواية والسماع ". وقال أيضاً (ص86) : " شيخنا البدر المنير نذير حسين ". وقال (ص91) : " شيخنا العلامة نذير ". وقال في إجازته للشيخ عبد العزيز النمر (ضمن مقدمة رسائل سعد بن عتيق ص15) : " العالم النحرير الذي ليس له في عصره نظير: السيد محمد نذير ".
قلت: وحدثني الشيخ الفاضل أبو القاسم عبد العظيم المدني؛ أمين جمعية أهل الحديث في (مَوُو) بها، قال: كنت في المسجد الحرام أوائل سنة 1400 ولقيتُ شيخاً هنديًّا كبيراً من تلامذة المترجَم، فقال لي: كان شيخنا سعد بن عتيق يقول: "الناس هنا يقولون: سعد بن عتيق شيخٌ كبير! - ورفع يده إلى مستوى صدره - ولكن شيخنا نذير حسين هو الشيخ الكبير"، ورفع يده فوق رأسه كثيراً.
5- الشيخ شريف حسين، ابن نذير حسين شيخه السابق: نعته في إجازته للعنقري: بالفاضل، وله منه إجازة. 6- العلامة الأمير صِدِّيق حسن خان: قرأ عليه في (بهوبال) بعد مغادرته (دهلي)، ووصفه بالعلامة الفاضل، وكتب له الإجازة بقلمه، وكانت بينه وبين والد المترجم مراسلات.
7- العلامة المحدِّث حسين بن مُحْسِن الأنصاري اليماني: قرأ وسمع عليه في (بهوبال) بعض كتب الحديث، ونعته بـ(الشيخ الفاضل البدر الساري)، وله منه إجازة.
8- العلامة محمد بشير السهسواني: أخذ عنه في (بهوبال)، وأجازه، ونعته المترجم بـ(العلامة الفاضل).
9- الشيخ سلامة الله الجَيْراجْفوري: أخذ عنه في (بهوبال) كذلك، وأجازه، ووصفه بـ(الشيخ الفاضل).
10- الشيخ القاضي محمد بن عبد العزيز الجعفري الزينبي المجلي شهري: سمع منه المترجم الحديث المسلسل بالأولية بشرطه، بسماعه له بشرطه من أبي عبد الحق المحمدي البَنارسي، وهو كذلك من العلامة محمد بن علي الشوكاني بسنده المشهور، وأجاز للشيخ سعد إجازة عامة، وذلك في صفر سنة 1303.
11- العلامة أحمد بن إبراهيم بن عيسى النجدي: قرأ عليه المترجم في مكة الروض المربع بكماله، وغيره، قال ابن عبيد في تذكرة أولي النهى والعرفان (3/243) : (( قرأ عليه كثيراً من الكتب النافعة، لا سيما ما يتعلق منها بالحديث )). وأجازه إجازة عامة.
12-14- قال المترجم في إجازته للعنقري (ص75) : (( وأخذتُ عن جماعة من علماء أهل مكة المشرفة، منهم: الشيخ حسب الله الهندي، والشيخ عبد الله الزواوي، والشيخ أحمد أبو الخيور، وغيرهم، فإني أقمت بمكة المشرفة ستةَ أشهر، وأخذت بها ما أخذت، وسمعت من الفقه والعربية )) .
15- الشيخ عبد الله بن شلوان في الرياض.
16- الشيخ محمد بن عبد الرحمن الأنصاري الهندي في مكة.
17- الشيخ محمد بن عبد الرحمن المرزوقي في مكة.
18- الشيخ العلامة المحدِّث إسحاق بن عبد الرحمن آل الشيخ: ذكره والثلاثةَ قبلَه الشيخُ محمد العثمان القاضي، وقال: إن الشيخ إسحاق كان سكنه في مكة بجوار سكن جدِّه صالح القاضي مع المترجم، فكان الشيخ إسحاق زميلاً وشيخاً لهما، ويراجعون ويبحثون ويتناقشون على قراءتهم.
فهذا ما وقفتُ عليه من تسمية مشايخه، ولم يستوعب ذكرَ مشايخه في إجازاته المعروفة[3].
أعماله :
بعد عودته من الرحلة إلى بلده الأفلاج عيَّنه الإمام عبدالله الفيصل آل سُعود في قضائها مكان أبيه، ولمّا تولى محمد بن رَشيد حكم نَجْد أقرَّه، وكان المترجم يتردَّد إلى حائل، وبقي إلى أن دخل الملك عبدالعزيز آل سعود الأفلاج، فلما رآه الملك قال عبارته المشهورة: ((وجدتُ دُرَّةً في بيتٍ خَرِب))، فنقله سنة 1329 إلى الرياض قاضياً على الجنايات، وعلى البادية، والوافدين إلى الرياض، كما عيَّنه إماماً للفروض الخمسة (دون الخطابة والعيدين) للجامع الكبير، وبقي على ذلك حتى وفاته رحمه الله.
وقال حمد الجاسر في مذكراته 1/184: إن المترجَم كان يتولى فصل الخصومات في المسجد الجامع، أوقات الضحى أو بعد الصلوات غالباً، فلم يكن هناك مكانٌ مخصص للقضاء.
صفاته ومناقبه :
وَفَّق الله المترجَم لأُمورٍ اجْتَمَعتْ فيه، من أَبرزها: ما وَهَبَه الله من ذَكاءٍ وحِرْص، وتَبْكيره بالطلب على والده العالِم الصالح في بيئة سُنِّيَّة سَلَفيَّة، ورِحلته إلى أكثر من جِهة، ووَفْرة مَشْيَخَته، وتَنَوُّع عُلومهم ومَذاهبهم، وطُول مُدَّة تحصيله، كلُّ هذا ساهَمَ في تَمَيُّزه في العِلْمِ وتَفَوُّقه على الأقران.
ثم أُوتي فَوْقَ ذلك غَيرةً محمودة على الدِّين، وصَلابةً في السُّنَّة، وصلاحاً وزُهْداً وتَقْوى، وصَبْراً على التدريس والدَّعوة، فانتشر صِيْتُه ونَفْعُه في نَجْدٍ كلها، وتخرَّج عليه طبقاتٌ عدة، فيهم من كبار العُلماء.
ومما يُذكر أن المترجم كانت عنده بعض الحدَّة والشدَّة في الطبع، مع تواضع واحتقار للذات، ومن ذلك ما قاله في بعض رسائله (ضمن مجموع رسائله ص115): ((فاعلم وفَّقني الله وإياك أن الحاجةَ إلى سؤال مثلي وكلامِه في المباحث العلمية أعظمُ شاهدٍ على انقراض العلم وذهاب أهلِه، ولا يسعني إلا الجوابُ؛ على قُصور علمي وقلة إدراكي وفهمي)). وتقدم خبرُ تواضعه وتقديمه لشيخه نذير حسين.
وكان لا يَتكلَّفُ في مَلبَسِهِ، تُذَكِّرُ رُؤيتُه بالسَّلَفِ الصالح، ومع تواضعه للعامة كان عزيزاً مرتفعاً عند الأمراء والملوك، وله قصصٌ مشهورة، منها هذه القصة العجيبة التي تذكرنا بعلماء السلف، وخلاصتها: لما زار بعضُ المبعوثين الأجانب - وهم من النصارى - الملكَ عبد العزيز - رحمه الله - ومكثوا في قصره؛ تكلم المترجَمُ في درسه، وأخذ في بيان الولاء والبراء، وتأسف على الزمان وأهله، فتناقل الناس ذلك، وكثر الكلام، ووصل إلى الملك، فغضب، وأمره بالمكوث في بيته، وأرسل من يحرس بابه لئلا يزداد الكلام، ثم ذهب الملك إلى الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف وأخبره بما وقع من المترجَم وإثارته للناس، فقال الشيخ عبد الله: الذي عند ابن عتيق هو ما عندي، ولكن ابن عتيق قال الحقَّ وبرَّأ ذمته، أما أنا فقد داريتُك يا عبد العزيز! فوالله لو خرج ابن عتيق من الرياض لخرجتُ معه، ولتركنا لك الرياض! فقال الملك: سأبعث إليه لأستسمحه. قال الشيخ عبد الله: لا! اذهب إليه أنت في منزله، واعتذر عمَّا حصل منك، لأن الخطأ منك، وليس الخطأ منه[4].
وقد ذكر الشيخ إسماعيل العتيق عدة قصص دارت بين المترجَم والملك عبد العزيز - رحمهما الله - دلَّت على وَرَع المترجم، وقوته في الحق، وصدعه به، ونصحه الخاص للملك، وتقدير الملك له، ونجد في رسائل الشيخ سعد عدةَ رسائل موجهة للملك، فيها النصح البليغ، ترى فيها عزَّة العالِم، وأداءه لأمانته، مع دعائه وولائه وطاعته لولي الأمر بالمعروف.
وذكر الدكتور سعود الدريب قصة عجيبة حصلت للمترجم مع الملك عبد العزيز - رحمهما الله - عندما أجلسه مع خصمه للقضاء، فليراجعها من أراد في كتاب: الدعوة في عهد الملك عبد العزيز (1/66).
ومن مناقب المترجم عبادته، فكان ملازماً لقيام الليل حتى وفاته، واشتُهر بكثرة دعائه والتجائه إلى الله، يذكر سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم قصةً شهدها معه، يقول: إن بعض أهل (ضرما) دعوه إلى وليمة مع الشيخ سعد بن حمد بن عتيق - رحمه الله - وبعض الإخوة، فلما رجعوا وتجاوزوا عقبة (القدية)؛ يقول: أردنا أن ننام، فقيَّدنا الرواحل، ولم نعقِلها؛ حتى تستطيع الرعي ولا تبتعد عنا، فلما أصبحنا ذهب الذين معنا للبحث عن الرواحل، فوجدوها كلها إلا راحلة الشيخ سعد، فتفرقوا للبحث عنها، وكان الشيخ سعد في هذه الأثناء يدعو الله أن يأتيَه براحلته، فأتى الذين ذهبوا للبحث عنها ولم يجدوها، قال: فأتى إلينا رجلٌ من بعيد، وهو يسوق راحلة الشيخ سعد، حتى وصلت إلينا، ثم اختفى ولا ندري من هو، وكان الذين ذهبوا للبحث عنها كلُّ واحد منهم يحسب أن الآخر هو الذي يسوقها، حتى أتوا وسأل بعضهم بعضاً فأنكر كلُّ واحد ذلك، وهذه من كرامات الشيخ سعد[5].
أما صفته الخَلقية فذكر تلميذه الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - في مذكراته 1/182 أنه كان رَبْعَةً من الرجال، تغلب السُّمرة على لونه، في صوته خنَّة.
وذكر سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله - في بعض المواطن - أن صوتَ شيخه المترجم كان ضعيفاً عندما أدركه، وذلك في آخر عمره.
التدريس ونشر العلم :
لما تولى المترجم إمامةَ الجامع الكبير سنة 1329؛ عقد فيه حلقتين للتدريس: بعد الفجر، وبعد الظهر[6]، كما كان يُقرأ عليه في بيته بعض الدروس الخاصة، ومن أبرز من خصَّص له دروساً سماحة المفتي محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
فمِنْ أَبْرَز الآخذين عنه من أَهل العِلم: محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، وعبد الله وعُمر ابنا حَسَن آل الشيخ، ومحمد وعبد اللطيف ابنا إبراهيم آل الشيخ، ومحمد بن عثمان الشَّاوي، وعبد الله العَنْقَري، وعبد الرحمن بن عَوْدان، وفيصل المُبارَك، وسُعود بن رُشود، وعبد الرحمن ابن قاسم، وسليمان بن حَمْدان، وعبد العزيز بن رَشيد، وعبد العزيز بن مَرْشَد، ومحمد بن أحمد بن سَعيد، رحمهم الله جميعاً.
وبَقِيَ يُدَرِّس حتى في مَرَضِهِ آخرَ عُمُرِه، قال تلميذُه مجيزنا الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل الشيخ: ((كنا نَذْهَب أنا والشيخ ابنُ باز والشيخ عبد الله بن حُميد إلى الشيخ سَعَد بن عَتيق، فندخلُ بيته، ونَنْزلُ درجةً هناك، ونَقْرَأُ عليه وهو مريضٌ على الفِراش)).
قلت: وكان المترجَمُ يحضِّرُ ويُراجِعُ لدَرْسِهِ الشروحَ والحواشيَ، ويُحَرِّرُه، ويُشبِع الكلام فيه، وإذا مرَّ إشكالٌ فلا يتجاوزُهُ حتى يَزول، وبَعَثَ في إحضار الكُتُب، فإذا انحلَّ الإشكالُ وإلا أَوْقَفَ الدَّرْسَ ليُراجعَه. ومع كونه حَنْبَليّاً فقد كان متجرِّداً للدليل[7]، كما قال في نَظْم الزاد:
وبعدُ فالزادُ الَّذي قَدْ حَرَّرَهْ *** موسى الفَقيهُ الحَنْبَليُّ اخْتَصَرَهْ
مِنْ مُقْنِعِ المُوَفَّقِ المُمَجَّدِ *** أَرَدْتُ أنْ أَنْظِمَهُ لِوَلَدِيْ
ولِانْتِفاعي وانْتِفاعِ مَنْ رَغِبْ *** في الفِقْهِ والعِلْمِ الشَّريفِ مُحْتَسِبْ
ومَعَ ذا فَلَسْتُ بِالمُعْتَمِدِ *** إلا عَلَى ما صَحَّ عَنْ مُحَمَّدِ
صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ ثُمَّ سَلَّما *** ما دامَتِ الأَرْضُ ودامَتِ السَّما
وكان - رحمه الله - قَليلَ الكَلام، يَحْتَرِزُ من اللَّحْن، وكان يربِّي تلامذته على الجدِّ، والمثابرة، واليقظة، وحفظ المتون.. يقول الجاسر في مذكراته 1/182: إنه كان في خُلُقه بعض الشدة على طلابه، فلا يَعذِر من تأخر عن درس، أو لم يُجِدْ حفظه عن ظهر قلب، أو قصَّر في الإجابة عند إلقاء الأسئلة. ويأتي نحو ذلك من كلام الشيخ ابن عودان.
تراثه العلمي :
صَرَفَ الشيخُ ابنُ عَتيق عُمُرَهُ في الدَّعوةِ والتَّعليمِ والتَّصَدِّي لأُمور الناس الدِّينيَّة، ولم يُكثر من التَّأليف مع قُدرَتِه، وله رسالَةٌ اسمُها عقيدةُ الطائفة النَّجْدية، وأُخرى حُجَّةُ التَّحريض في النَّهْي عن الذَّبْح للمَريض، ورسائلُ أُخرى وفَتاوى مُفيدة...
جمع كلَّ ما سَبَق فضيلةُ الشيخ إسماعيل بن عَتيق بعنوان: ((المجموع المفيد من رسائل وفتاوى سعد بن حمد بن عتيق))، وفيه أربعون رسالة، وهو مطبوع.
وبعض رسائله طُبعت ضمن الرَّسائل والمسائل النَّجْديَّة.
وله نَظْمٌ غالبُه فقهي، مثل نَظْمِ زاد المُستَقْنِع (لم يكمل، وطُبع مع إكمال قَريبِه مجيزِنا الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن سَحْمان حفظه الله)، ونَظْمِ المفاتيح لابن القَيِّم، ونَظْمِ نَواقضِ الإسلام العشرة، وله قصائد في مناسبات، منها قصيدته في تهنئة الملك عبد العزيز بفتح الأحساء والقطيف، وكبت الرافضة، وإعلاء السنّة في ديارهم.
إجازاته :
وله - رحمه الله - عدة إجازات علمية لتلامذته، منها:
1) إجازتان للشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الوهَّاب النمر، مفتي الجهاد (ت1337)[8].
2) وإجازته للشيخ عبد الله بن عبد العزيز العَنْقَري، طبعت بتحقيقي، ضمن لقاء العشر الأواخر 1425، بدار البشائر الإسلامية.
3) إجازته للشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، طبعت بتحقيق الأخ الشيخ بدر بن علي بن طامي العتيبي، ضمن لقاء العشر الأواخر 1426.
4) إجازته للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وهي مفقودةٌ فيما بَلَغَني.
5) إجازته للشيخ عبد العزيز بن مَرْشَد، وهي مفقودة.
وأجاز جماعة غيرهم.
كما أن له مراسلات مع بعض أهل العلم، مثل زميله عالم عُنيزة الشيخ صالح القاضي.
منمن ثناء العلماء عليه :
سجَّلت لنا بعضُ المصادر ثناءات مبكرة على المترجم وهو ما يزال طالباً، من ذلك ثناء والده عليه في مراسلاته مع العلامة صدِّيق حسن خان بأنه طالبُ علم متشبثٌ بالطلب ويتوق للتخرج بكم، وأنه أهلٌ للكتب والاستفادة منها.
وكذلك وَصْفُ شيخه القاضي المجلي شهري له في إجازته بالأخ الصالح. وكذا وَصْفُ العلامة شمس الحق العظيم آبادي له بالفاضل، وعدَّه من مشاهير الآخذين عن نذير حسين، وذلك في مقدمة غاية المقصود 1/60 الذي كتبه في حياة السيد نذير.
وقال عنه زميله صالح العثمان القاضي: ((الجَليلُ الفَقيهُ المُحَدِّثُ الشيخ سعد بن حمد بن عتيق قاضي الرياض.. له تلامذةٌ لا يَحْصُرُهم العَدّ، ونَفَعَ الله به، وأخذ عُلومه في نَجْد والهِنْد والحِجاز)). (تاريخ نجد وحوادثها 86).
ومدحه الشيخ سليمان بن سحمان بأبيات كثيرة في عدة مناسبات، منها قوله لما رجع من رحلته العلميَّة إلى بلده:
على بلد الأفلاج أشرقَ سعدُه *** فآبتْ لها الألطافُ من كل جانبِ
هنيئاً لكم أهلَ العَمار بمَن له *** مآثرُ تَزهو كالنُّجوم الثَّواقبِ
هنيئاً لكُم هذا القُدومُ بعالِمٍ *** سُلالةِ حَبْرٍ فاضلٍ ذي مناقبِ
وقال عنه تلميذه سليمان بن حَمْدان: ((شيخُنا العالم العلّامة، الحَبْرُ، البَحْرُ، القُدْوَة، الفَهّامَة، الزاهِدُ، الوَرِع، التَّقِيُّ، النَّقِيّ، وَحيدُ دَهْرِه، وفَريدُ عَصْرِه، الفَقيهُ النَّبيه، المُحَدِّثُ الرُّحَلَة)). (تراجم متأخري الحنابلة 106).
وكان تلميذه الشيخ عبد الرحمن بن عودان كثير الثَّناء عليه، ويَصِفُهُ بأنَّه ((..وَحيدُ زَمانِه، وبأنَّه يَمْتَحِنُ الطَّلَبَةَ لِيَخْتَبِرَ أَذْهانَهم، وربَّما عَتَبَ عليهم إذا رأى منهم إعراضاً أو عَدَمَ إلقاءِ بال، وقال: إنه افْتَقَدَ بَصَرَهُ آخرَ حياته حينما أَرْهَقَتْهُ الشَّيْخُوخَة، وتَجَرَّدَ للعِبادة، ولازَمَ المسجدَ، وله حِزْبٌ من اللَّيل لا يَتْرُكُه)). ثم يَتَرَحَّمُ عليه. (نقله محمد بن عثمان القاضي في روضة الناظرين 1/110).
وقال تلميذه الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم: ((هو الإمام العالِمُ العلّامة، الحَبْرُ، البَحْرُ، الفَهّامة، الحافظُ الثقةُ، المحدِّث المجتهد، المُفتي المُدَرِّس، الوَرِعُ الزاهد، بَدْرُ زمانه، وسَعْدُ أوانه.. بَرَعَ حتى أدرك من العُلومِ حَظًّا وافراً، وفاق أهلَ زمانه محصولاً، وسَمَقَ حتى كان حُجَّةً حافظاً، وكان كاملَ العَقْل، شديدَ التثبُّت، حَسَنَ السَّمْت، حسن الخُلُق، له اليدُ الطُّولى في الأصول والفروع، تامَّ المعرفة في الحديث ورِجاله، وكان من العلماء العامِلين، واشتُهر ذِكْرُه في العالَمين، وأثنتْ عليه أَلْسُنُ الناطقين.. ولو تَتَبَّعْنا مناقبه وفضائله لَطال.. أوقع الله محبَّتَه في القلوب، وأمدَّه بسعة العِلم، وكان كثيرَ الدعاء والابتهال، متواضعاً عند العامَّة، مرتفعاً عند الملوك، مَجالسُه معمورةٌ بالعلماء، مشحونة بالفقهاء والمحدِّثين، مشتغلاً بنفسه، وبإلقاء الدروس المفيدة على أصحابه)). (الدرر السنيّة 16/453-455).
وقال الشيخ صالح بن سليمان بن سحمان في نظمه لوَفَيات آل عَتيق[9]:
وحسبُك من سَعدٍ أخي العلم والتُّقى *** فلِلَّهِ من حَبْرٍ أبِيٍّ وعالمِ
طَوى الله فيه الخيرَ والدِّينَ والهُدى *** وعلَّمَهُ العِلمَ الشَّريفَ لِرائمِِ
مَضى بعدَما أدَّى مَواجيبَ رَبِّه *** عَليهِ إلى رَبٍّ كَريمٍ وراحمِ
شَفى الناسَ عن جَهلٍ وعَلَّمَ راغِباً *** وكانَ كريماً ذا نَدىً في العَوالمِ
غَذى وشَفى عِلمَ الحديثِ جَهابِذاً *** يعلِّمُ علماً لا لِكَسبِ الدراهمِ
وقال أيضاً في مدحه لأئمَّة الدعوة[10]:
وكالشيخ سعدٍ مَن سَما بفِعالِهِ *** وكان فَريداًً في حديثِ المشاهِرِ
تضلَّعَ مَعْ علمِ الحديث ونَشْرِه *** فأَكْرِمْ به مِن ألمعيٍّ وماهِرِ
وقال تلميذه سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز : (( كان عالماً فاضلاً جليلاً، قدَّس الله روحَه، وأصلح ذريَّته )). (مقابلة في شريط بعنوان: على طريق الدعوة).
وقال تلميذه الشيخ محمد بن أحمد بن سَعيد : (( شيخُنا العَلّامة سعد بن عَتيق.. كانت مكتبتُه صغيرةً، ولكن العلمَ كان في صَدْرِهِ، وكان لا يخافُ في الله لَوْمَةَ لائم، وكان يَهابه الأُمَراء )). (حدثني هذا عنه قريبُه الأخ الشيخ رياض بن عبد المحسن بن سَعيد).
وقال الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ : (( العلّامة الوَرِعُ الزاهد.. العالِمُ العامِلُ الفاضِل )). (مشاهير علماء نجد 323 و328).
وقال الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عُثيمين: (( استفدتُّ برؤيته قبل أن أسمعَ كلامَه، ولم أَرَ مثله فيمن تقدَّمه أو عاصَرَه، ولأهلِ الرِّياض خُصوصاً - ونَجْد عُموماً - فيه اعتقادٌ يَفوق الحَدَّ، ثم وَرَدَ الخَبَرُ بوفاته علينا، وأنا في بُريدة القَصيم.. فكان لخبَر وَفاته وَقْعٌ في النُّفوس، وأَثَرٌ عظيمٌ لا يكاد يوصَف، وحُقَّ ذلك، لأنَّ بموت مِثْلِهِ قد هُدَّ رُكْنٌ من أركان العِلْمِ في نَجْد، هيهات أن يُسَدَّ في زَمَنٍ قليل، فإنه هو الحُجَّةُ الثِّقَةُ الثَّبْتُ بها، والمُحَدِّثُ والفَقيه المُحَقِّق، المُحَرِّرُ المُدَقِّق، المُفَسِّرُ الكبير، المَرْجوعُ إليه في المُعْضِلات رحمه الله )). (تسهيل السابلة 3/1793-1794).
وأطنب في مدحه مجيزُنا الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في كتابه (تراجم ستة من فقهاء العالم الإسلامي 260-262)، ومما قال : (( العلامة المحقق اللامع، المفسر المحدِّث المتقن، الفقيه الضليع، النحوي البارع.. كان فحلاً من من فحول العلم الكبار، متمكناً من جملة علوم من علوم الشريعة، كعلم التوحيد، والتفسير، والحديث، والرجال، والمصطلح، والفقه، والأصول، والنحو، وكان في الحديث الشريف وعلومه من كبار أهله.. العالِم الثَّبْت، والمحقق الأَفِيق، الفقيه الأصولي، المتفنن النَّحْوي )).
وقال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البَسّام : (( الشيخ الزاهد العالِم.. بَلَغَ في العِلْمِ مَبْلَغاً كبيراً، وصار من عِداد كبار العُلماء المُشار إليهم بالبَنان، كما وَرِثَ عن والده الغَيْرَةَ الشديدةَ في الدِّين، والصَّلابَةَ في العَقيدة، فاشتُهر بسعَةِ العِلْمِ، والتُّقى والصَّلاح، وجَدَّ واجتهد في نَشْرِ الدَّعوة السَّلَفية، حتى نَفَعَ الله باجتهاده وبَرَكَةِ دَعْوَتِهِ خَلْقاً كثيراً.. وكتاباتُه وفَتاواه تَدُلُّ على غَزارةِ عِلْمِهِ، وسَعَةِ اطلاعه، وحُسْنِ تَصَوُّرِهِ.. والمُترجَم في عِدادِ كبارِ عُلماء نَجْدٍ المُشار إليهم، فهو مُقَرَّبٌ من المَلِكِ عبد العزيز، ويَعْتَمِدُ عليه في مَهام الأُمور الدِّينية، وهو مُعَزَّزٌ مُحْتَرَمٌ عند عُلماء الدَّعوة، فيُجِلُّونه ويُقَدِّرونَه، ويَعرفون له حَقَّهُ ومَكانتَه العِلْمِيَّة ونشاطَه في الدَّعوة ومُوالاةِ أَهْلِها)). (عُلماء نَجْد 2/220-225).
وحدثني الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل : (( كان شيخنا محمد بن إبراهيم - رحمه الله - متشبِّعاً بعلوم الشيخ سعد، ويثني عليه، ويحدِّثنا عنه بحكايات كثيرة، وكان يقدِّره، وكان يحترم آراءه، ويرى أنه الشيخُ الوحيد، وأنه صاحب اتِّزان، وصاحب ثبات، وله الأجوبة والفتاوى)) .
وحدثنا أيضاً ضمن محاضرته عن قصته في طلب العلم، فقال : ((ا لشيخ سعد بن حمد بن عتيق قاضي الرياض - حمه الله - كان في غاية ما يكون من العلم، والعقل، والتواضع، والهيبة، له هيبة عند المشايخ وعند ولي الأمر، له قيمته، كلمته لها قيمتها )).
وقال الشيخ محمد بن عثمان القاضي : (( العالِمُ الجَليل، الصّادِعُ بكَلِمَةِ الحَقّ، المُحَقِّقُ المُدَقِّق.. كان واسِعَ الاطِّلاع في فُنونٍ عَديدة، ومُتَبَحِّراً في عِلْمِ الحَديث ورِجالِه، ويَحْفَظُ مُتوناً كثيرةً في الحَديث ومُصْطَلَحِهِ، وجَلَسَ للتَّدْريسِ في مُدُنٍ كثيرةٍ مِنْ أَطْوِلها الرِّياض.. أَفْنَى عُمُرَه ما بين التَّعَلُّمِ والتَّعليم ونَفْعِ الخَلْقِ، وكان حَسَنَ التَّعْليم، مُسَدَّداً في أَقْضِيَتِهِ، نَزيهاً حازِماً في كل شُؤونه، حَليماً، ذا عَقْلٍ راجِحٍ، وذا أَناة، وكان يَصْدَعُ بكَلِمَةِ الحَقِّ، ذا غَيْرَةٍ شَديدة عندما تُنْتَهَكُ المَحارِم، شديداً في الأمر بالمعروف والنَّهْيِ عن المُنْكَر، لا يَخاف في الله لَوْمَةَ لائم، مُهْتَمّاً بدُرُوسه، وله فِراسَةٌ في الأحكام عَجيبةٌ، وكان يَجْمَعُ الفقهاء ويَسْتَشيرُهم فيما يُشْكِلُ عليه تَوَرُّعاً منه، ويحبُّ إصلاحَ ذات البَيْن، ويُناصِحُ المُلوكَ والأُمَراء، ويَتَفَقَّدُ أَحْوالَ النّاس ليُزْجي الضَّعيف، ويَنْصَحُ المُتَخَلِّفين عن الصَّلاة، ويُرْشِدُ أَدْبارَ الصَّلَوات في كُلِّ مُناسبة)). (رَوْضَةُ النّاظِرين 1/107-111).
خلف الشيخ أبناء :
وهم محمد (ت1370)، وعبد العزيز (ت1405)، وحمد (ت1407)، وثلاثتهم من أهل الفضل وممن طلب العلم.
وفاته :
كان - رحمه الله - قد كُفَّ بَصَرُهُ آخرَ حياته، وتجرَّدَ للعِبادة، ولازَمَ المَسْجِدَ في شيخوخته، وتوفي - رحمه الله - في الرِّياض، بعد عَصْرِ الإثنين، ثالث عشر جمادى الأولى سنة 1349هـ، وصَلَّى عليه في الجامع الكبير تلميذُه الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، ودُفن في مقبرة العَوْد، وصُلِّيَ عليه صلاةَ الغائبِ في الحَرَمين، وحَزِنَ النّاسُ عليه.
وكان أملى عند وفاته على تلميذه عبد العزيز بن صالح بن مَرْشَد هذه الأبيات:
يا حيُّ يا قيُّومُ يا خَلَّاقُ يا *** رَزَّاقُ يا ذا الفَضْلِ والإحسانِ
بيَدَيْكَ أنْفاسيْ ورِزْقي كلُّهُ *** وكذا تَقَلُّبُ مُقْلَتي وجَناني
يا رَبِّ هَبْ لي رَحْمَةً تَهْدي بها *** قَلْبي وتَعْصِمُنيْ من الشَّيطانِ
ومن الضَّلالِ عن الطَّريقِ القَيِّمِ ال *** مُفْضِي بصاحِبِهِ إلى الرِّضْوان
دينِ النبيِّ محمدٍ وصِحابِهِ *** والتابعينَ لهمْ على الإحْسانِ
وقِنيْ إلهي فتنةً أشقى بها *** بهوىً يُضِلُّ وبالحُطامِ الفاني
فأنا الضَّعيفُ المستجيرُ بخالقي *** المستعيذُ به من الخِذلانِ
وأنا العظيمُ الذَّنْبِ فاغْفِرْ زَلَّتي *** يا واسعَ الإحسانِ والغُفرانِ
رحمه الله رحمة واسعة.
قلت: ورَثاه جماعةٌ، منهم تلميذه الشيخ سعود بن رشود، والشيخ عبد الملك بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ عبد المحسن بن عبيد، والشيخ صالح بن محمد الشثري.
وأنْشَدَنا ابنُ أخي المترجم الشيخُ الصالحُ إبراهيم بن عبد الله بن حمد بن عَتيق - وعيناه تَذْرِفان - مَرْثِيَّةَ شاعِرِ نَجْد محمد بن عبد الله بن عُثيمين فيه، ومَطْلَعُها :
أهكذا البَدْرُ تُخفِي نُورَهُ الحُفَرُ؟ *** ويُفقَدُ العِلْمُ لا عَيْنٌ ولا أَثَرُ؟!
خَبَتْ مَصابيحُ كُنَّا نَسْتَضيءُ بها *** وطَوَّحَتْ للمَغيبِ الأَنْجُمُ الزُّهُرُ
واستَحْكَمَتْ غُرْبَةُ الإسلامِ فانْكَسَفَتْ *** شَمْسُ العُلومِ التي يُهْدَى بها البَشَرُ
تَخَرَّم الصَّالحونَ المُقْتَدَى بِهِمُ *** وقام مِنْهُمْ مَقامَ المُبْتَدَا الَخَبرُ
فَلَسْتَ تَسْمَعُ إلا كان ثُمَّ مَضَى ويَلْحَقُ الفارِطَ الباقيْ كَما غَبَرُوا
كتاب : إبطال التنديد باختصار شرح كتاب التوحيد .. لـ حمد بن عتيق
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أما بعد :-
اسم الكتاب : ( إبطال التنديد باختصار شرح كتاب التوحيد )
المؤلف : ( الشيخ العلامة حمد بن علي بن محمد بن عتيق - رحمه الله - )
التصنيف : ( التوحيد والعقيدة )
رابط التحميل :
http://www.sfhatk.com/up/index.php?a...wfile&id=10490http://www.4shared.com/document/niRfMDoz/_____.html والله الموفق
وصلى الله وسلم على نبينا محمد