بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال: لماذا التسمي بالسلفية؟اهي دعوة حزبية ام طائفية او مذهبية؟ام فرقة جديدة في الاسلام؟
الجواب:ان كلمة السلف معروفة في لغة العرب ولغة الشارع ؛ومايهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله عنها
فاتقي الله واصبري ونعم السلف انا لك )اخرجه البخاري ومسلم
ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف ؛وهذا اكثر من ان يعد ويحصى؛وحسبنا مثالا واحدا وهو ما يحتجون به في محاربة البدع:
وكل خير في اتباع من سلف***وكل شر في ابتداع من خلف
ولكن هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعما ان لا اصل لها فيقول: " لا يجوز ان يقول المسلم انا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه ن عقيدة وعبادة وسلوك"
لا شك ان مثل هذا الانكار _لو كان يعنيه_يلزم منه التبرؤ من الاسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح،وعلى راسهم النبي عليه الصلاة والسلام كما يشير الحديث المتواتر الذي في (الصحيحين) وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم: ( خير الناس قرني ، ثم الذي يلونهم ، ثم الذين يلونهم) اخرجاه
فلا يجوز لمسلم ان يتبرأ من الانتساب الى السلف الصالح،بينما لو تبرأ من اية نسبة اخرى لم يكن لاحد من اهل العلم ان ينسبه الى كفر، او فسوق.
والذي ينكر هذه التسمية نفسه،تٌرى الا ينتسب الى مذهب من المذاهب ؟! سواء اكان هذا المذهب متعلقا بالعقيدة او بالفقه؟
فهو اما ان يكون اشعريا او ماتريديا، واما ان يكون من اهل الحديث او حنفيا، اوشافعيا او مالكيا او حنبليا،مما يدخل في مسمى اهل السنة والجماعة،مع ان الذي ينتسب الى المذهب الاشعري او المذاهب الاربعة ،فهو ينتسب الى اشخاص غير معصومين بلا شك ، وان كان منهم العلماء الذين يصيبون،
فليت شعري هلاّ انكر مثل هذه الانتسابات الى الافراد غير المعصومين؟
واما الذي ينتسب الى السلف الصالح ، فانه ينتسب الى العصمة-على وجه العموم- ، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الفرقة الناجية انها تتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وماكان عليه اصحابه.
فمن تمسك بهم كان يقينا على هدى من ربه
وهي نسبة تشرف المنتسب اليها وتيسر له سبيل الفرقة الناجية، وليس ذلك لمن ينتسب اية نسبة اخرى.
لانها لا تعدو واحدا من امرين :اما انتسابا الى شخ غير معصوم ، او الى الذين يتبعون منهج هذا الشخص غير المعصوم،فا عصمة كذلك وعلى العكس منه عصمة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ،وهو الذي امرنا ان نتمسك بسنته سنة اصحابه من بعده . ونحن نصر ونلح ان يكون فهمنا لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفق منهج صحبه ،لكي نكون في عصمة من ان نميل يمنا اويسارا ،ومن ان ننحرف بفهم خاص لنا ليس هناك ما يدل عليه من كاتب الله سبحانه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
ثم؛لماذا لا نكتفي بالانتساب الى الكتاب والسنة؟
السبب يعود الى امرين اثنين:
احدهما:متعلق بالنصوص الشرعية.
والاخر:بواقع الطوائف الاسلامية.
بالنسبة للسبب الاول:فنحن نجد في النصوص الشرعية امرا بطاعة شيء اخر اضافة الى الكتاب والسنة، كما في قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [ النِّساء:59 ].
فلو كان هناك ولي امر مبايع من المسلمين ، لوجبت طاعته كما تجب طاعة الكتاب والسنة ، مع العلم انه قد يخطىء هو ومن حوله، فوجبت طاعته دفعا لمفسدة اختلاف الاراء،وذلك بالشرط المعروف: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"
وقال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖوَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ 115 النساء
ان الله عزوجل يتعالى ويترفع عن العبث، ولا شك ولاريب ان ذكره (سبيل المؤمنين) انما هو لحكمة وفائدة بالغة ، فهو يدل على ان هناك واجبا مهما ، وهو ان اتباعنا لكتاب الله لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يجب ان يكون وفق ما كان عليه المسلمون الاولون، وهم اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم؛وهذا ما تنادي به الدعوة السلفية ، وماركزت عليه في اسس دعوتها ، ومنهج تربيتها .
ان الدعوة السلفية -بحق-تجمع الامة،واي دعوة اخرى تفرق الامة، يقول الله عزوجل:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) التوبة﴾،
ومن يفرق بين الكتاب والسنة من جهة وبين السلف الصالح من جهة اخرى لا يكون صادقا ابدا.
Share on facebook
Share on twitter
Share on google_follow
Share on rss
1
من مواضيع العضو أبو عبد الرحمن مراد البليدي أثابه(ـا) الله:
نصيحةٌ إلى الإخوة السلفيين في تونس لفضيلة الشيخ محمَّد علي فركوس -حفظه الله-
التعقبات الصريحة على رسالة النصيحة - الحلقة الأولى للشيخ عبد الله البخاري حفظه الله
ما حكم صيام يوم عاشوراء إذا وافق يوم السبت؟للعلامة عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله
رد مع اقتباس
الإنتقال السريع منبر المسائل المنهجية الأعلى
« «لابد أن نُفرِّق بين رواية المبتدِع، والتلقي عن المبتدِع، والثناءِ على المبتدِع، وقبولِ الحقِّ من المبتدِع» لفضيلة الشيخ هشام البيلي
المواضيع المتشابهه
[فتاوى] كلام نفيس للعلامة الالباني (رحمه الله) حول عورة المرأة أمام المرأة
بواسطة أبو عبد السلام محمد الجزائري في المنتدى منبر الفقه وأصوله
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 25-Jan-2012, 04:40 AM
[اقتراح] حكم التسمي بأسماء الله تعالى-دعوة للمشاركة-
بواسطة أبو يوسف فضيلات عمر في المنتدى منبر العقيدة والتوحيد
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 04-Sep-2011, 06:36 PM
هل يجوز التسمي بالسلفية؟ لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
بواسطة أبو عبد الرحمن خالد الجزائري في المنتدى منبر المسائل المنهجية
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 17-Dec-2010, 01:28 AM
حكم استعمال الحاسوب في علم الحديث للعلامة الالباني رحمه الله
بواسطة أبو سارة لهجر زكرياء في المنتدى منبر الحديث وعلومه
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 15-Nov-2009, 04:39 PM
اللحية لماذا؟ للعلامة الألباني رحمه الله
بواسطة أحمد المصري في المنتدى المنبــر العــام
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 24-Jul-2006, 03:38 PM
الاتصال بنا
موقع الإمام الآجُريّ لطلب العلم الشرعيّ
الأرشيف
الأعلى
الساعة الآن 10:10 PM
Copyright
2000-2013 شبكة الإمام الآجري
Developed By Marco Mamdouh
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم
Select Language▲
#audiobook قراءة صوتية لكتاب عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير لأحمد شاكر [تفسير سورة البقرة : الآيات من 197 إلى 202] :
http://t.co/KTwxpoeG تيار
آخر المواضيع