' السّحاب الحافل بنقض عدوان الجاهل أو رفع التّشنيع عن الشّيخ ربيع ''(2)
الحمد لله،والصّلاة والسّلام على رسول الله،وعلى آله وصحبه ومن والاه .
أمّا بعد:
فهذا صدّي الثّاني،ودفعي لبَغْيِ الجاني،السّفيه الدّعيّ،الجاهل الغبيّ،الذي صار للشّرجاراً،وأوقد لحرب السّنة ناراً،و هاجم أهلها المتمسكين بها ،الممسّكين لها،جهاراً نهاراً خطّه يشبهه،وقوله يصفه،حسود أعمى،قد قَشَبَتْهُ الحمّى، وتَوَتْهُ الغمّى،صاحب مزاجٍ ضجرٍ،وعلاجه أمرٌ عسرٌ..
هذه –والله– حالته،المُفْصِحُ عنها مقالتُهُ(!) الّتي أنا بصدد نقدها،ونقضها، أولاً بأولٍ.
(تنبيه..)..
فاليعلم القاصي والدّني...
أنّي مارددت عليه لأُشْكَر،ولا نبّهت على حمقه لأُذْكَر، إلّا رجاء إظهار الحق ، وتغييراً للمنكرِ،فالحمد لله– من قبل ومن بعد– على أمرٍ تيسّرَ،وما تعسّرَ...
ولست بهذا الدّفع والصّدّ،السّبّاق الأول إلى الابتداء،بل اقتصرت-فيه - على محل الاقتداء،فكانت نعم الله عليَّ موفورة،وجهود من قبلي مشكورة
............................ ولكنَّ المسيء هو المُليمُ
فقد ردّ – من قبل – عليه علماء أجلّاء،وطلبة علم أقوياء،وأحبّة فضلاء،وما غشّوه بالنّصيحة،لما بَدَرَ منه من قبيحة،لعلّ.. وعسى.. فلمّا تجبّر وعَتَا،وركب رأسه واتّبع الهوى..جابهوه بـ
الصيانة)،لما اقترف من الخيانة،فأنهوا أمانته،وأدنوا مهانته... ومن بين ما هو من سوء أدبه،وقبح مذهبه،الّذي لا غبار على لَحْظِهِ،ولا مجال من ردّه،ولا مساغ من لَفْظِهِ، أُبُوقُهُ على سيّده،وقوله عنه،وكذبه عليه،دون حياء ،أو حشمة.. :
(نعم؛ هذا ما قلتُه له ، وحذّرتُه منه - ختم الله لنا ولكم وله بالحسنى-بوجهه-في آخر لقاء معه (في منزله) -في عوالي مكة-بعد صحبة نحو من ثلاثين سنة-...
ولكنه - وللأسف-..لم يتجاوب..ولم يستمع النصيحة -هدانا الله وإياكم وإياه- )!! قوله هذا -عينه- حكم الصّبي على أهله..فـ :
إن حارت الألباب كيف تقول = في ذا المقام فعذرها مقبول
قال الشّيخ ربيع –حفظه الله تعالى –
الحلبي يؤصل من قبل ثلاثين عاماً أصولاً ضد منهج السلف في الجرح والتعديل)
هذا حال علمك الحالك،وفهمك الذي أوردك المهالك قبل ثلاثين عاماً..فنصيحتي لك السّكوت فيما هو آت؛والنّدم لعلك تدرك ما قد فات..فأمسك عليك لسانك، وحاسب نفسك ،وابك على ذنبك،ولا تثق بعينك ،ولا تصدّق أذنك،مادمت ترى السّراب شرابا،والخطأ صوابا،وإلاّ :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها = واقعد فإنّك أنت الطّاعم الكاسي
وقال الشّيخ ربيع – حفظه الله تعالى –
ولم نعرف أحداً من حزب الحلبي رجع إلى الحق، ولم نعرف عن الحلبي رجوعاً إلى الحق في أي مسألة من المسائل الباطلة التي وقع فيها، بل ما نرى منهم إلا التمادي في الباطل والإصرار على الموبقات العظائم.
وذلك من ثمار الكبر والتعالي وحب الزعامة والتهالك على الدنيا)
فمن الذي لم يسمع ويستمع ،ويستجيب ويتجاوب،ووقع في قرارة العَتْبِ،ورَتَعَ في ضحالة الذنب..كل ذلك مع النّصح،والبيان،والاستفسار،والاعتبار...
وقال الشّيخ ربيع – حفظه الله تعالى –
تقول يا حلبي أنك واجهتني بقولك بيني وبينك العلم.
ونسيتَ أنك حلفتَ بالله ثلاث مرات أنك لن تحاربني.
فما رأيتُ منك علماً نافعاً، ما رأيتُ إلا تلبيسات وجهالات ومغالطات، وحرباً للحق والعلم، ولم تفِ بما وعدتَ وحلفتَ بالله عليه من أنك لن تحاربني، فما أعرفُ أحداً حاربني بأشد وأشرس من حربك.
ومن علامات المنافق إذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر)هذا كلام شيخنا الفاضل،وهوعندنا أصدق منك وأعلم،مع أننا لا نوجب له طاعة،ولا ندّعي له العصمة،ولا نقول بالمقلوب..لكنّك لمّا أريتنا موضع غلطك فيه ، أريناك مكمن تلافيه.
فشتّان بين من إذا قل؛لاح من كلامه نجم السنة ،وفاح من فمه نسيم الجنة، وبين من إذا عبّر غبّر، وإذا نطق ضلّ،كثر كلامه أو قلّ..
شتّان بين الرّائد والحاسد، بين المتّبع والجامد..
شتّان بين العالم والجاهل،بين البصير والغافل..
شتّان بين الرّاسخ الشّامخ الجامع الماتع،وبين المهلهل المذبذب المائع الضائع..
شتّان بين النّاصح حقا، السّاعي في الإصلح صدقا،والمتشبّه بالنّاصحين الخائب، والله يعلم الصّادق من الكاذب..
ثم قال الأفّاك الأثيم
فها هم مَن حوله (من المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة!)-وللأسف-يُضِلُّونه:
فيصوّرون له الأمورَ على خلاف الحقِّ والحقيقة..
ويملؤون صدره غيظاً على مَن هم -والله-أقربُ إليه منهم!
فانفضَّ عنه الفضلاءُ الكثيرون..وهجره العقلاءُ الفاقهون..
بل إن أولئك (!) -لجهلهم ،وبجهلهم!- يُمدّونه بمعلومات مهلهلة خرِبة تدلُّ على ضحالة علم..وخَواء جَعبة..وفراغ عقل..
والعجبُ -يتضاعف- عندما تُنسب هذه المعلوماتُ- القائمةُ على (ضحالة علم..وخواء جَعبة..وفراغ عقل.. )-إلى الشيخ ربيع ! وباسمه!
والحق: أني لا أزال أنزّه الشيخ ربيع عن الكذب والافتراء ،والدسّ والتزوير)!!
أوّلا:
إنّما انفضّوا عنك وعن منهجك السّقيم النّاحل، وموقعك المجدب الماحل، إلى خلق الشّيخ الفاضل،وعلمه المؤصل الجازل،المبثوث بين النّاس كـ
سحاب) الخير الهاطل.
فقَدَحَتْ كبدك حرقةً ،بهذه المحبة والاجتماع والألفة،التي تراها وتصفها – حسداً و كمداً– فرقة .
إنّما أنت (!) من هجره العقلاء النّاصحون، والسّلفيّيون الحقيقيون ،وتركوك حرضاً، وأوسعوك مضضاً، وزادك الجهل مرضاً..
ثانيا:
قوله هذا -عينه- مثل قوله عن اللّجنة الدّائمة أنّها لم تقرأ كتبه،وإنّما مُدّت بـ
بمعلومات مهلهلة خرِبة تدلُّ على ضحالة علم..وخَواء جَعبة..وفراغ عقل..)!! وصُوِّرَ لها الأمر (على خلاف الحقِّ والحقيقة..)!!
فلا ظاهر كذبه يغرّنا،ولاخفي شرّه يخدعنا،وما تجنّيه وتعدّيه على أهل العلم بالذي يسرّنا،وإنّما نرى بوائق الفتنة بك قائمة،كما في فتوى اللّجنة الدّائمة برقم: (21517)
ثالثا:
من هم الفضلاء (!) هؤلاء يا عديم الحياء،فهل أمثال :
المأربي(!) والحويني(!)والمغروي(!) وعرعور(!)وحسّان(!)..وقد أكثروا غشيانك و هم (القوم) الدّنيئ دخلتهم، الرّديئ جملتهم، السّيئ وصلتهم، الخبيثة كلمتهم، كذلك(!)
أم إخوانك السّرّاق،المحاربون لـ
أصالة) المنهج السّلفي ،القائمون -كذبا وزورا- على مركز(!) الإمام الألباني،فهل أمثال :
(مشهور)(!)و(موسى نصر)(!) و(الهلالي)(!)،من أولئك(!) وقد اجتمعتم على السّلب ،واختلفتم وتخاصمتم عند عدّ النّهب،فانكشف المسروق وبان ،وظهر الحقّ للعيان.
أظهروا للنّاس دينا = وعلى الدّينار داروا
وله صاموا وصلّوا = وله حجّوا وزاروا
لو بدا فوق الثّريّا = ولهم ريش لطاروا
أم من غرّه ظاهركم - وإنّه لمغرور-أمثال :
(إبراهيم الرحيلي (!)) و(عبد المالك رمضاني (!))
أم أتباع المنهج الحدّادي(!) الخبيث الخسيس الدّسيس أمثال :
(فالح الحربي)(!)وربعه(!)، وهم (القوم)
الذين يَرِدُون ولا يَصْدُرون ،ويقعون ويوقعون ولا يعذرون..
أم شيوخ الجمعيات الذين (أماتوا التّراث) الحزبيون الخونة..أمثال :
(عبد الرّحمان عبد الخالق)(!) وأذنابه ومن هم على أشكاله ..(!)
ألأنّها حلّت في جيوبكم (البركة(!))،صارت جمّعيّات مباركة..!!؟؟كما قال الشّيخ الفاضل محمد بن هادي - حفظه الله تعالى -
نبئونا بعلم يا هؤلاء..
جمعٌ وهم آحاد، متقاربون وهم أبعاد..
فسبحان من جعلكم على ائتلاف و أنتم على اختلاف، وجمع بينكم وفرّق.
والحمد لله -على كل حال- وقد أظهر كلّ لئيم كبره؛إنّ في ذلك لعبرة..
رابعا :
أمّا من حوله من إخوانه وأقرانه وطلّابه وأولاده..الذين يبشّون للعلم ويهشّون للفهم، وهم كثر- بحمد الله – فلا تضرهم وشاية ونميمة وخديعة..أهداها كاشح ونبأ بها أثيم ، وجاء بها فاسق{همّاز مشّاء بنميم}..
أمّا من حوله فهم - لا على سبيل التّرتيب والحصر بل- على سبيل الذّكر - فقط- :
سماحة المفتي الإمام عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله تعالى-
فضيلة الشيخ العلاَّمة صالح اللّحيدان- حفظه الله تعالى-
فضيلة الشيخ العلاَّمة صالح بن فوزان الفوزان -حفظه اللهتعالى-
فضيلة الشيخ العلاَّمةعبد المحسن العباد-حفظه اللهتعالى-
فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن غديان -حفظه اللهتعالى-
معاليفضيلةالشيخ صالح آل الشيخ -حفظه اللّهتعالى-
فضيلةالشيخالعلامةعبيد بن عبدالله الجابري -حفظه الله تعالى -
فضيلة الشيخ العلامة زيد بنمحمد المدخلي -حفظه الله تعالى -
الشيخ العلامة صالح بن سعد السحيمي- حفظه الله تعالى-
الشيخ العلامةمحمد بن عبدالوهاب الوصابي -حفظه الله تعالى -
الشيخ العلامةعبد الله الذماري - حفظه الله تعالى -
الشيخ العلامةمحمد بن هادي المدخلي –حفظه الله تعالى-
الشيخ العلامة حسن بن عبد الوهاب البنا –حفظةالله تعالى-
الشيخ العلامة سعد الحصين–حفظه الله تعالى-
الشيخ العلامة محمد سعيد رسلان-حفظه الله تعالى-
الشيخالفاضل فلاح مندكار -حفظه الله تعالى
-الشيخالفاضل عبد الرزّاق العبّاد-حفظه الله تعالى-
الشيخ الفاضل محمد علي فركوس -حفظه الله تعالى-
الشيخ الفاضل محمد بازمول -حفظه الله تعالى-
الشيخ الفاضل عبد الله البخاري-حفظه الله تعالى-
الشيخ الفاضل محمد بن عبدالله الإمام -حفظه الله تعالى-
الشيخ الفاضل عبد العزيز البرعي-حفظه الله تعالى-
الشيخ الفاضل سليمان الرحيلي -حفظه الله تعالى-
الشيخ عادل الشوربجي-حفظه الله تعالى-
الشيخ طلعت زهران -حفظه الله تعالى-
الشيخ عبد الغني عويسات -حفظه الله تعالى-
الشّيخ عبد المجيد جمعة-حفظه الله تعالى-
الشّيخ عزالدّين رمضاني-حفظه الله تعالى-
الشيخ علي رضا-حفظه الله تعالى-
الشيخ أحمد بازمول-حفظه الله تعالى-
الشيخ أسامة العتيبي -حفظه الله تعالى-
الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني -حفظه الله تعالى-
الشيخ جمال بن فريحان الحارثي -حفظه الله تعالى-
الشيخ خالد عثمان أبو عبدالأعلى المصري –حفظه الله تعالى-
الشيخ خالد بن عبدالرحمن زكي –حفظه الله تعالى-
الشيخ هشام البيلي -حفظه الله تعالى-
وغيرهم..-وفّق الله الجميع-
فهؤلاء -جميعا- إخوانه وهم حوله - بإذن الله- سائرون على منهج من سبقهم من العلماء الذين ثبتوا ولم يغيّروا { وما بدّلوا تبديلا} ك :
الإمام ابن باز- رحمه الله تعالى-
والإمام الألباني - رحمه الله تعالى- والإمام ابن عثيمين- رحمه الله تعالى- والإمام مقبل الوادعي- رحمه الله تعالى-
والإمام محمد أمان الجامي- رحمه الله تعالى-
والشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي – مفتي الجنوب-رحمه الله تعالى-
و الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب البنا -رحمه الله تعالى-
وغيرهم...- رحم الله الجميع – و :
سيكفي الكريم إخاء الكريم .................................
وأمّا أنت (!) وأمثالك (!) فـ :
أهل جور وعيوب جمّة = ومعرّات بكسب المكتسب
خامسا :
لو سلّمنا جدلا أنّ الشّيخ - حفظه الله- أخطأ في ردّه عليك!! فهل يسري هذا الحكم (!) وينطبق هذا الفهم (!) على جميع من انتقدوك وجابهوك،وعَرَّوْك و واجهوك!!؟؟وهذا نزر يسير من أقولهم فيك وأحكامهم عليك :
اللجنة الدائمة :
_( يدعو إلى مذهب الإرجاء).
_(صاحب آراء و مسلك مزري في تحريف كلام أهل العلم ).
_(يهون من شأن الحكم بغير ما أنزل الله ).
_(عليه أن يتقي الله في نفسه و في المسلمين وخاصة شبابهم و أن يجتهد في تحصيل العلم).
فضيلة الشيخ العلاَّمة صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله تعالى-:
_(ما نحن بحاجة لمثله يكفينا قول علمائنا و ما سطروه في الكتب)
_(صاحب كتابات جديدة تبلبل الأفكار).
_(الواجب أنه يتراجع عن الباطل و يتوب إلى الله).
_(يكتفي بنقل طرف من كلام أهل العلم و يترك الطرف الآخر).
_(يلخبط الناس بأفكاره و بجهله و تخرصاته ).
فضيلة الشيخ العلاَّمة محمد بن يحي النجمي- رحمه الله تعالى-:
_(عليه ملاحظات و لا أستطيع أن أقول أنه يؤخذ عنه العلم ).
فضيلة الشيخ العلاَّمة عبيد الجابري - حفظه الله تعالى- :
_(ضايع مايع مسكين).
_(سياسي في الدّعوة).
_( ضال مضل مفسد ).
فضيلة الشيخ العلاَّمة عبد الله الغديان- حفظه الله تعالى- :
_(اتركوه لأن هذا هو الذي يقود مذهب المرجئة في المملكة ).
فضيلة الشيخ العلاَّمة عبد العزيزالراجحي- حفظه الله تعالى- :
_(يبتر كلام أهل العلم).
فضيلة الشيخ العلاَّمة صالح السحيمي- حفظه الله تعالى- :
_(عنده تخليط في مسألة الإيمان).
فضيلة الشيخ العلاَّمةمحمد بن هادي - حفظه الله تعالى- :
_(عنده بوائق).
_( ما كان بالأمس عنده منكرا صار اليوم عنده معروفا) -والعكس-.
فضيلة الشيخ العلاَّمةحسن بن عبد الوهاب البنّا- حفظه الله تعالى- :
_(قد كشفه الله وأظهره الله على حقيقته).
وغيرهم من العلماء وطلبة العلم الأفاضل الذين كشفوا حقيقة أمرك -وما أكثرهم-..
فإمّا أن يكون - قولك وجهلك هذا- لهم شامل ! أو أنّك كذّاب متطفّل على هذا المنهج واغل، وكما قال القائل :
لقيت المهالك في حربنا = وبعد المهالك لقيت غيّا
ثم قال الكذّاب الأشر
إذن ؛ هذا الذي في مقالاته- من هذا! -وهو كثيرٌ- ..ما هو ؟!
وممّن هو؟!
بل ماذا هو ؟!
إنه مِن مَدَد مَن حوله.. مِن الذين يُظهرون له الولاء..وهم -والله-ألدّ الأعداء..
نعم ؛ هم ألدُّ أعدائك -ولو هشُّوا وبَشُّوا-..
لأنهم حرَفوك عن منهج شيوخك..
أين أنت من عدل سبيل الشيخ ابن باز؟!
أين أنت من تأصيل علم الشيخ الألباني؟!
أين أنت من فقه نفس الشيخ العثيمين؟!
واعلم -أيها الشيخ المدخلي!- أنّ انتسابك لهؤلاء الكبراء-في الظاهر-لن يستر شديدَ قبح الصورة المكشوفة –على الحقيقة-...)!!
إنّ الطّيش في الكلام يترجم عن خفّة الأحلام ، ولأنّك متعالم لم تذق طعم العلم القويم ،ولم ترح رائحة الفهم السّليم،وما جمعت إلاّ تفاهات وترّاهات،حتّى باتت نقيصة العيّ بك إهاباً، و رزيّة عمى القلب لك عقاباً،فانسلخ من جلدك ، وألقِ عليك شيأ يسترك ، وأعد النّظر في قولك ، وأبصر من حولك ، لعلّ الله يمنّ عليك فترى (الحقيقة) ، وتترك تصنّع المحبرين التي تزعم أنّها فيك سليقة ، وتتّبع سبيل المؤمنين ، وتجتنب سبل الغاوين..
أما وقد صرت مطيّة كلّ مفتون شنيع ، وقدوة جلّ مخبول فظيع..فلمثلك يقال :
يا أبله البهائم ، وأضلّ الدّواب :
تعلّم فليس المرء يولد عالما = وليس أخو علم كمن هو جاهل
فإن هذا الذي في مقالات الشيخ - وهو كثير- وكتاباته- وهو كثير- ،مداد وضيء،وسواد مضيء، وعلم نافع ، وعمل صالح ماتع ، حُمل واسُتعمل،فانتفع حامله، وأفلح مستعمله.
فإن كنت ترغب عنه وأنت تشتهيه ، ندلّك عليه وما أخطأت فيه، فقد جمع الأخ خالد الظفيري- وفقه الله - مؤلفات الشيخ - أطال الله في عمره ونفع به- في كتاب أسمّاه '' ثبت مؤلفات الشيخ ربيع بن هادي المدخلي '' فراجعه.
وستجد أنّ الشيخ كتب في مجالات عدّة، وطرق أبوابا متعدّدة، دعت إليها الحاجة في زمن كثر فيه المفسدون ، وقلّ فيه المصلحون- والله المستعان- منها :
''مكانة أهل الحديث''
'' بين الإمامين مسلم والدّارقطني''
''النّكت على كتاب ابن الصّلاح''
'' تحقيق المدخل إلى الصّحيح للحاكم''
''منهج أهل السنّة في نقد الرجال والكتب والطّوائف''
'' الحدّ الفاصل بين الحقّ والباطل''
'' أهل الحديث هم الطّائفة المنصورة النّاجية، حوار مع (سلمان العودة(!) )''
''العواصم مما فيكتب (سيد قطب (!) ) من القواصم''
......وغيرها كثير.. وكثير.. وكثير........
هكذا تكون الكتابة حقا التي يباشر بها روح اليقين ، ويستفاد منها العلم الرصين.
أمّا من لا بصيرة له ولا اعتبار،وأغرم بجمع الكتب والادّخار،الغثّ منها والسّمين، منهوما بلذّة التّـأليف سلس القياد للشّهوة،وينقدح الشّك في قلبه لأوّل عارض من شبهة...فيقال له :
دع عنك الكتابة لست منها = و لو سوّدت وجهك بالمداد
ثمّ قال المشبوه المعتوه
يا شيخ ربيع:
هأنذا أطلبُ -وأطالبُ-ولعله للمرة السابعة..أو العاشرة!-أن نلتقي للمناظرة والمواجهة..
بالعلم..لا بالتهديد..
بالحجة ..لا بالترهيب..
بالتأصيل..لا بالتقليد..
بتاريخ العلم..لا بتراث التعصّب..
وإن لم تُطاوعك نفسُك(!)-وفّقك الله لهداه-لمواجهة مثلي(!): فلك أن ترشّح أي (مَدخليّ!)آخر- أو حتى (مَخرجي!)-لا فرق!!!-!
وأنا مستعدٌّ..
وليس لي أيُّ شرطٍ لهذا اللّقاء-في أي زمان أو مكان-إلا أن يكونَ برعاية -وحِياطة- عالمٍ متفنّن ، يدري أكثرَ العلوم..ويفقه جُلَّ المسائل..
فمباحاثاتُنا ليست -فقط-عقائدية –مثل: فرية (وحدة الأديان!)-!
بل منها حديثيٌّ ؛ مثل :الجرح المفسّر..
ومنها أصوليٌّ ؛ مثل :اللوازم..
ومنها لُغويٌّ ؛ مثل: دلالات الألفاظ..
ومنها اجتماعيٌّ ؛ مثل : مخالطة -ومخاطبة-ذوي الهيآت..
ومنها معرفيٌّ ؛ مثل التمييز بين العلوم المتداخلة –أصولاً وفروعاً-..
...بل منها ما هو (طِبِّيٌّ ): ككثيرٍ من الأمراض النفسية التي ادّعيت –زوراً- على أنها منهج سنّي.. ودعوة سلفية!!!
يا شيخ ربيع ..إن ( شهر رمضان ) فرصة للمراجعة..لا للمراوغة..
يا شيخ ربيع..لقد اشتَطتَّ كثيراً..
يا شيخ ربيع .. لا تدري متى تنتهي أعمارنا!
يا شيخ ربيع..لم نعد نرى ذلك (العلم) الذي كنا نراه-قبلاً- حتى لو خالفْناه وما قبلناه-المهمّ أنه علمٌ-..
وليس كهذا الطمّ والرمّ ..الذي يُقذف به -كلَّ يوم- على صفحات الضباب والخراب ؛ لتتلقّفه –فتطيرَ به- بلا رقيب ولا حسيب!-أقلامُ أهل الهيام والغرام..بعيداً عن أصول الأئمة الأعلام ، وقواعد السنة والإسلام!!!
يا شيخ ربيع..إننا لا نكاد نرى إلا تخبُّطاً وتخليطاً..
وسوءَ ظنٍّ ملفوفاً..
وتقوُّلاً وتقويلاً..
وتعدِّياً وتجهيلاً..
هل هذا هو الشيخ ربيعٌ الذي عرفناه -قريباً من ثلاثين سنة-؟!
والله إنها خسارةٌ –وأيُّ خسارة-أن تكون أوحالُ أحوالِ مَن حولك –أيها الشيخ المدخليّ- قد أوصلتك إلى هذه الدرجة من الخلل والخطَل..
اعذرني –يا أبا محمد-..لن أداريَك –بعد اليوم-،ولن أجاملَك..
فحقّك عليَّ -{ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ }-أن أبيِّن لك ما قد ظهر لي مما هوخافٍ عنك..
نعم؛ لم تكد تتركُ قالةَ سوء إلا قلتَها فيَّ..
ولم تكد تتركُ بدعة إلا ألصقتَها بي..
ولم تكد تتركُ وَصْمةَ عارٍ إلا رميتني بها...
و..صبرتُ..وصابرتُ..
ولم أقابلْك بالمثل –بل ولا بعُشر مِعشاره!-..)!!!!
هذا كتابه وخطّه،ووضعه وحطّه، عيّ فاضح ،وجهل واضح،وتخرّص بلا تدبّر،وفهاهة بلا تفكّر، وأصوات بلا روح ، ومعاني رائحة اليأس منها تفوح ، تلاعبت بعقله البدعة،وتأصّلت في سويداء قلبه الخدعة، وجنت عليه شوارد الفكر، وقضت عليه رداءة النّظر، لم يترك مبدأ صحيحا إلّا أفسد قواعده، ونقض مبانيه،ولم يدع علما ثابتا إلّا نقص من نواحيه،وأتلف معانيه..وهذا كلّه - في الأخيرعنوانه - صنيع من اتّسع لسانه، وضاق-جدا- علمه وفهمه..
ومن رآه وهو يطلب الجدال والمراء..-كخرقاء وقعت على صوف- عَلم عِلم اليقين أن المسكين ما هو إلّا ؛ شجاع قرية خالية.. وزعيم أفكار بالية.. ورائد في الهوس والخيال..- الذي أوّله لذّة وآخره خبال- .. ومَاضِغٌ لما وهبّ ودبّ من الأقوال.. وفارغ تماما من الأعمال..
فيا محموم :
مازلت تشحت الجدال وتطلب ،حتّى تخمد فتنتك وتذهب..كجذوة من النّار يبدو لها لهيب ويخفى، يوشك لاشتعالها أن يُطفى.
وكما قل عمر بن عبد العزيز- رحمه الله - '' من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التّنقّل'' (''الإبانة '' لابن بطّة :''1/116/26'')
ثم إنّ أسلوبه غير المبتكر، وترنّمه في تكرار مناداة الشّيخ،ترنّم ثكلى أوجعتها المصائب، وأنهكتها المعاطب، لجلب انتباه القارئ واستعطافه... لن ينخدع به إلّا من هو تئق مئق...
فهي منك شنشنة ألفناها ودندنة حفظناها ،ولن تنطل على السّلفيين خدعك ، ولن يهوش على الشيّخ شغبك......فإنّا نعلم أنّك لست إلّا نائحة مستأجرة..وكما يقال :
أنت مثبور غوي مترف = ذو غوايات ومسرور بطر
وأمّا ادعاؤك أنّك جمعت العلوم، وأحصيت الفنون، وصرت تتشدّق به على العباد، ولا نعلم لك شهادة إلّا شهادة الميلاد...فلعلّ هذا من آثار الحمّى!!؟؟فاعلم يا (مفتي الخنفشار) :
أنّ رأس الطّبّ أن تَدْ ... لـُكَ بالزّنْـبـِيـقِ دلْـكــا
باطِنَيْ رجليك عند اَلْ ... نَّوْمِ ينتفي السّقم عنك !!؟؟
أمّا الشّيخ ربيع -حفظه الله- الذي أذعن الفضلاء لعلمه وفهمه،وعرف العقلاء قدر ورعه وحلمه، فقد تدرّج في العلم.. فنال درجة الماجستير ثم الدّكتوراه ثم أستاذ فأستاذ كرسي،إلى أن عيّن رئيسا لقسم السّنة في أقوى وأكبر الجامعات الإسلامية في العالم وهي الجامعة الإسلاميّة بالمدينة المنوّرة - حرسها الله- ، كما أشرف على عدّة رسائل مجستير ودكتوراه في زمن كانت الجامعة تضمّ في هيآتها التّدريسية كبار العلماء منهم شيخه الإمام ابن باز -رحمه الله-، وأستاذه الإمام الألباني -رحمه الله-وغيرهما،و أشاد به غير واحد منهم،وأثنو عليه..
وهذا كلّه لا تملك (أنت(!)) مثله ولا تحلم به ،ولا بعشر معشاره- وعشر معشاره كثير...-
هذا هو الشيخ ربيع - أطال الله في عمر و متّعنا بعلمه- وصدق الله :{ من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا}.
أما قولك (مدخلي) أو (مخرجي)!!!
فتلك شكاة ظاهر عنك عارها
فالمداخلة من قبائل العرب ومن سبّهم فهو منافق
وأمّا( مخرجي) أسكنك الله ردغة الخبال ،فهي فرية لا دليل عليها يا حامل لواء الإرجاء
وأذكر هنا حادثة جرت لي معه (!) في بيته قبل أكثر من(عشر سنوات)-والله على ما أقول شهيد- حيث أني سألته عن رأيه في قالة صحّت عن (الحويني(!)) أنّ هذا الأخير- بعد أن حجّ أو اعتمر- سُئل عن عدم زيارته للشّيخ ربيع -حفظه الله- فقال: ( لا نعلم أنّه قد زِيدَ ركن جديد -للحج أو العمرة-)!!
فقال لي الحلبي حينها
الذي يزور المدينة ولا يعرّج على الشّيخ ربيع ؛ كالذي يأتي إلى الأردن ولا يزور الشيّخ الألباني) -رحمه الله-.
وكنت حينها في جمع من الإخوة ، فانصرفوا وبقيت ، ثمّ اتصلوا به على هاتفه النّقال وكان قد صعد إلى الطّابق العلوي ،وظنّ أنّني قد انصرفت مع الجمع فاسترسل في الكلام مع متّصله(!) فإذا بي أسمعه يقول
يبدوا أنّ فلانا صورةً طبق الأصل من المداخلة)!!- هكذا- فصدمت حينها،وأخبرت بها أحد الأصدقاء و هو الأخ نادر بن سعيد التعمري فقال لي إنّ الشيخ يعلم ذلك- يعني أنّهم على منهج مذبذب مشكوك فيه - لكنّه يوصي بالصّبر عليهم ، والحلم والأدب معهم ، لعلّ الله أن يهديهم...
وكان ما كان ...إلى أن فارقته فراق المحنة ، وهي مُفارق لا يُشْتاق إليه،ومودّع لا يُبْكى عليه متمثلا بقول الشّاعر :
لا أذود الطّير عن شجر = قد بلوت المرّ من ثمره
و أمّا العالم المتفنّن الذي يدري أكثرَ العلوم..ويفقه جُلَّ المسائل.. فهذا أمر متعذّر في ذا الزّمان بين العباد- بعد أن كاد يغلق فيه باب الاجتهاد -!
إلّا أن تكون أنت (!)ونحن لا ندري (بحر المعارف)(!)و (غاية كلّ السّلفيّين(!))- وأنت بحال لا يرضى بها حرٌ-..
أو تخرجه لنا- ولمخدوعيك كلّ الخلفيين البلهاء- من سرداب سامرّاء(!)
ومن باب قوله تعالى{وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} فإنّي أنصحك أن تعرّج على أقرب طبيب - منك(!) - للأمراض العقلية...وأنا- بعدها- أتحدّاك أن تعرض الكشف الطّبي على منتداك(!)
نسأل الله السّلامة و العافية..
أمّا مسألة (وحدة الأديان)..! فهي حقيقة لاصقة بك ثابتة عنك،حتّى تتوب وتحوب و تأوب عن تلك المؤتمرات التي حضرتها وبالمدح ذكرتها(!) وعمّا جاء في (رسالة عمّان(!)) تقريرا وتأصيلا(!)،فتستغفرالله منه وتردّه جملةً وتفصيلا...
وأمّا مسألة الجرح المفسّر..! و التعديل المبهم،وأيّهما يقدّم،فهي من الأمور التي تكاد تكون معلومةً عند عوامّ السّلفيين، مُسَلّمٌ بها عند طلبة العلم العارفين لكن -عفوا- من سبقك إلى التّفريق بين حكم الثقة ، وخبر الثّقة(!) برهن على ذلك إن استطعت، و لن تقدر عليه مهما فعلت،فيقال لك ولمنهجك - هذا(!) حينها- (ما نحن بحاجة لمثله يكفينا قول علمائنا و ما سطروه في الكتب)
ثمّ -كذلك- مسألة اللّوازم.. فكل من شمّ رائحة العلم السّليم ، و ذاق طعم الفهم القويم،يوقن ويعلم أنّ لازم (القول) أو ( المذهب) ليس بلازم، لكن -عفوا- فكل حقٍّ لازمه حقٌّ، فكلام ربنا حقّ ولازمه حقّ ، وكلام رسولنا حقّ ولازمه حقّ، وما تقرّر من منهج السّلف حقّ ولازمه حقّ، والإجماع حقّ ولازمه حقّ..والحقّ واحد لا عشرة ،و الآيات والأحادث بذلك جاءت تترى ،وقد أمرنا الله بالتزامه، فانتبه ولا تخلط..
ويندرج تحت هذه المسألة ، مسألة أخرى هي: كلُ قولٍ باطلٍ يُردّ عليه هل يُلزم صاحبه به أم لا؟فإن كان يقرّه أُلزم به، وإن أنكره - لذهول أو سهو أو غفلة أو إغلاق - وجب عليه- بعد علمه- تصحيح قوله ليصحّ لازمه ، وإلّا أُلْزِمَ بباطله- شاء أَمْ أَبَى - ،أمّا أن يقال يجب حمل مجمله على مفصّله..! فهذا الوجوب لا يكون إلّا لمعصوم..أو أن نقول بمراده لا بقوله! فهنا يقال له '' هَلاَّ شققت على صدره'' يا فقيه النّفس، وقول عائشة - رضي الله عنها وفي حجرها نزل القرآن - للمرأة الّتيى سأَلَتْها'' أحروريّة أنت''صريح بذلك..فانتبه- مرّة أخرى- ولا تخلط..
أمّا مسألة دلالات الألفاظ..!فمعلوم أنّ اللّفظ قد يدلّ على كلّ معناه، أو بعضه، أو أمر خارج عنه،وهذا بالتّطابق أو التّضمّن أو الإلتزام، لكن -عفوا-أنْ يتمسك المرء بدلالة ويتنصّل من أخرى، بحكم أنّ اللّفظ حمّال لوجوه، ثمّ يقول ( لا تلزمني)(!)و (لا تقنعني)(!)،فيقال له : أنّ القناعة هنا مردّها إلى أصول علمية، وقواعد تفصيلية، وضعها أهل الشّأن لكل علم و فنٍّ، ولا-و لنْ- يُرجع في احتوائها و ضبطها إلى الهوى والاختيار الشّخصي..فانتبه.. انتبه..
أمّا مخاطبة ذوي الهيآت..! والتّعامل مع الأحزاب والفِرَق والجماعات..!وإنشاء المراكز والجمعيات..! فإنّنا نعلم كما تعلم،و تؤمن ولا نؤمن، بأنها تتطلب الدّهاء والمكر والخديعة والمداهنة والنّفاق والكذب والغشّ .. وقل ما شئت من سوء الأخلاق و الصفات..- وكلّها- تحسنها ولانحسنها ، وتتقنها ولا نتقنها.. يا من رَضِي بتمثيل الدّور الهزيل..وباع دينه بدنياه لعرض من الدّنا قليل..
أمّا علم الطّب...!!!!!!! و التّمييز بين العلوم المتداخلة فروعا وأصولا...! فلو كنت تاركاً هذا الجنون و التّعالم يوما لتركته حين اتّهمت البخاري- أمير المؤمنين في الحديث - زورا وبهتانا وجهلا وعدوانا أنّه يقول : ( الإيمان معرفة القلب)(!)
فحسبكمُ هذا التّفاوت بيننا = وكلّ إناء بالذي فيه ينضح
وقال الخبيث الماكر
ولكن الحق ثقيلٌ..فاسمعْه:
لقد كانت أكثرُ مقالاتك الأخيرة- وأظهرها: الأخير منها! - سوأة فكرية وأخلاقية -بكل ما تحمله الكلمة من معنى-!!
ومهما كنتَ –وكيفما كنتَ-لن تكون أكثرَ مقاومةً لأهل البدع..ورداً عليهم..ونقضاً لأباطيلهم وضلالاتهم –من شيخ الإسلام ابن تيمية –مع فارق أنه لم يُعرف له تبديعٌ لإخوانه وأبنائه من أهل السنة-مثلك!-وقد ندم –آخرَ عمره على كل ساعة قضاها في غير كتاب الله-...
يا شيخ ربيع:
آن لك أن تبكي على ما فات من زمانك..
آن لك أن تكسر قلمك عن إخوانك..
آن لك أن تُقبل على قرآنك..
يا شيخ ربيع..كفى..كفى..
لقد فرَّقت –ومقلِّدوك ، والمتعصِّبون لك - كلمةَ السلفيين في أرجاء الدنيا..
لقد جعلتَهم أضحوكة بين (العقلاء)...
لقد كاد أكثرُهم يعتزل الدعوةَ ، أو يستخفي –باسمه ، وسَمْته، وسِمَته-بسبب سُمعة السوء التي ألحقها بهم -وبدعوتهم- منهجُكم المُضْني الدخيل..وسلوكُكم المريض العليل...
ولا أذيع سراً-أخيراً-حين أنقل لإخواني -جميعاً-مؤالفين ، ومخالفين-ذاك الشعورَ (الإيمانيّ)،و(النفسيّ) : الذي راوَدني - بل أشبع قلبي وعقلي - فورَ خروجي من منزل الشبيخ ربيع –قبل أكثر من ثلاث سنوات- بعد مواجهته ، وقول (كل) ما أردتُ قولَه –من حقٍّ- له..
لقد كان -والله-شعورَ مَن احتمل همّاً شديداً في نفسه..ثم زال عنه..
.. كان شعورَ مَن حمَل أثقالاً فوق ظهره..ثم خُفِّف عنه...
نعم ؛ لقد ارتحتُ..
والله ارتحتُ..
ولقد سارعتُ بإبانة هذا الشعور -يومئذٍ-وإظهاره-عقِب اللقاء مباشرة-لذَينِك الأخوين الفاضلين الكريمين - اللذَين رافَقَاني في هذا اللقاء (المشهود!)- بـ (جميل) طيِّب أخلاقهم ، و(متولِّي) فضائل مسالكهم-بارك الله لهما وفيهما-فقد سَمِعا ، وعايَنا ، وشاهَدا-..
لقد أكثر الشيخ ربيعٌ –قبلاً-ولا يزالُ- من القول -فيَّ-كسائر مَن حَطّمهم, وحَطَبَهم من أفاضل السلفيين!-: (كنت أصبر عليه وأناصحه)!
والحقُّ -والله-عكسُه..
فقد كنت (أنا)-مُستعيذاً بالله من شرِّ نفسي ، وسيِّئات عملي-المناصِحَ له –بتحيُّلِ أُنسٍ-، والصابرَ عليه –بمجاهَدةِ نفسٍ-..
..فإلى الشيخ ربيع-أولاً -وبالتحديد-..
..وإلى كل مَن هو فَطِنٌ أو بليد-ممن هو متلبِّسٌ –منه ومعه!- بآصار التقليد:
{ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيد }؟!)!!!
أقول فيك بعين عدل، لا هوى فيها ولا ميل،وقد تعدّيت طورك، ولم تفق من سكرتك، ولم تنتبه من رقدتك، ثقل على قلبك الحق فلم تقله ،وخفّ على لسانك الباطل فأكثرت منه، فاطّرحك العقلاء وبان لهم اليأس من خيرك، وتلقّفك الخبثاء وظهرلهم الزّيغ في فكرك، وصرت لهم شعارا و باتوا لك دثارا، تميل معهم حيث مالوا، وتقول بقولهم كيف قالوا ، شاركتهم القبائح وأغنيتهم بالفوادح، فازددت منهم قربا، ولم تزدد من السّلفيّين الحقيقيين إلاّ بعدا، أثقلتهم بالمتاعب وأرهقتهم بالمصائب....أفهذا تؤثر...؟! أم على هذا تحرص...؟!
فكّر ففي ذاك إنْ فكّرت معتبر....
أمّا قولك : (ولكن الحق ثقيلٌ..فاسمعْه)!!
أهذا إلزام منك ؟! وأنت صاحب (لا يلزمني(!)) و(لا يقنعني(!))
أم مذا إذا....؟!
لا حقّ يلقاه فيتّبعه المطالع المتأمل، ولا صواب يجده فيرضخ له القارئ المؤمّل..
وما هو إذا....؟!
كلام فجّ وعقل أعوج...
وقولك
لقد كانت أكثرُ مقالاتك ...)!! إلى آخر قيئك....
فمهلا.. مهلا.. كهف النّفاق والإرجاف، وموطن الكذب والإجحاف..
شِنْشِنَة أعرفها من أخرم = من يَلْقَ أبطال الرّجال يُكْلَمِ
قال الشّيخ ربيع – حفظه الله تعالى –
قال الله في أمثالكم: (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ).
فإذا كنتَ أعمى القلب فأنّى لك أن تعرف باطلك فترجع عنه، وأنّى لك أن تعرف أن الحق مع غيرك فترجع إليه، وهذا العماء القاتل قد صار خلقاً راسخاً في أعماق نفسك، وكم لك من نظراء أعمى الله بصائرهم، فلم يعرفوا الحق ولم يعترفوا به.)
ثمّ من رآك وأنت تعظ الشيخ -حفظه الله- ظنّ وكأنَّ العبادة قد أقضّت مضجعك، وأكلت الأرض جبهتك ، وكثر صيامك ، وطال قيامك ، واصفرّ لونك، وأنكمش جلدك من الخوف و الخشوع ، وأنحل جسمك ، وكاد أن يذهب بصرك من البكاء والدّموع..وقديما قيل :
يا أيّها الرّجل المعلّم غيره هلّا لنفسك كان ذا التّعليم
إبدأ بنفسك فانهها عن غيّها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
تصف الدّواء لذي السّقام من الضّنى كيما يصحّ به وأنت سقيم
وأراك تلفح بالرّشاد عقولنا نصحا و أنت من الرّشاد عديم
لا تنهى عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
و والله سمعاً وطاعةً لمن فهم عن الله وذكّر به ، وأعوذ بالله أن أذكّر به وأنساه..
ومع هذا فإن أردت الله بها فقد أسأت، وإن أردت بها غير ذلك فقد أذنبت، أما علمت يا مسكين أنّ الذّبّ عن الله و رسوله من أفضل القربات إلى الله وكما قيل (لولا حملت المحابر والدّفاتر لخطبت الزّنادقة على المنابر).
وأمّا قولك
لقد فرَّقت -ومقلِّدوك ، والمتعصِّبون لك - كلمةَ السلفيين في أرجاء الدنيا..)!!
يا صحب( المنهج الأفيح (!) ،وتطويح المفاسد(!) ،وترجيح المصالح(!) )!!
لعب..وكذب..
والله ما فرّق الكلمة إلاّ أمثالكم، وقد نبّأنا الله من أخباركم ،وحذّرنا من أشباهكم..
قال تعالى : { وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإنْ يقولوا تسمع لقولهم كأنّهم خشب مسنّدة يحسبون كلّ صيحة عليهم هم العدوّ فاحذرهم قاتلهم الله أنّى يؤفكون}.
وأمّا قولك
كان شعورَ مَن حمَل أثقالاً فوق ظهره..ثم خُفِّف عنه نعم ؛ لقد ارتحتُ..)!!
فإن لم يكن بك إلاّ هذا الدّاء فهو داؤك، فارتح به هنيئا مريئا يا أخرق..
وأما قولك
لقد أكثر الشيخ ربيعٌ -قبلاً-ولا يزالُ- من القول -فيَّ-كسائر مَن حَطّمهم, وحَطَبَهم)!!
نعم حطّمهم ، وسيظلّ يحطّمهم بالحقّ و للحقّ، اليوم وغدا -إنْ شاء الله-
وأمّا قولك - هنا-
والحقُّ -والله-عكسُه..)!!
فقارنه بقولك قبل قليل
والحق: أني لا أزال أنزّه الشيخ ربيع عن الكذب والافتراء ،والدسّ والتزوير)!!
فأيُّ حَقَّيْكَ (!) أَحَقُّ أنْ يُتّبعَ (!) يا ذا الوجهين...
أم هو الكذب الذي ليس قبله صواب ..؟! والجنون الذي ليس بعده عتاب ..؟!
فإنْ يكنْ هو؟!
فـ : { سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين }
هذا وأُراني قد أطلت...
وإنّ أحسن الحديث وأبلغ الموعظة كلام الله إذ يقول : { من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون } .
وصلى الله على نبينا محمد
تنبيه هام جدا....
{ وإنْ تعودوا نعد }
كتبه
نورالدّين بن العربيّ آل خليفة
غفر الله له ولوالديّه