نور الدروى
مرحبا بكل طلاب العلم على منهاج النبوه ارجوا الاستمتاع بهذا الجهد البسيط والمشاركه الفعاله منكم مراعين اداب وحلية طالب العلم .
اخوكم فى الله
أ/ نور الدروى
نور الدروى
مرحبا بكل طلاب العلم على منهاج النبوه ارجوا الاستمتاع بهذا الجهد البسيط والمشاركه الفعاله منكم مراعين اداب وحلية طالب العلم .
اخوكم فى الله
أ/ نور الدروى
نور الدروى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى طالب العلم على منهاج النبوه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم اخى الحبيب وفقنى الله واياك الى طاعته ومرضاته ان افضل ما ينعم الله به على عبده الفقه فى كتابه والعمل به فكن حريصا على مرضاة ربك بالتفقه فى كتابه والعمل بمقتضاه ولا يتم لك ذلك الا بتوفيق من ريك سبحانه فجد فى طريق الطلب والتعلم وزاحم العلماء بالركب وكن اول الحاضرين مجالس العلم واخر الزاهبين وقيد الفوائد فى عقلك وقلبك فرب فائده اليوم تكون احوج الناس لها غدا واحفظ للعلماء قدرهم ولا تعدوا قدرك مهما حدثتك نفسك انك اوتيت من العلم واصبر وجاهد نفسك على طريق العلم والتعلم . ولاتنس عبادة ربك واتيان ما امرك به من الفرائض والواجبات وترك ما نهى الله عنه ولا تركن الى علمك وتنس العباده ولا تنهمك فى طريق الطلب وتنس الفرائض ولكن اذا تعلمت فطبق واذا تفقهت فأدى واذا عرفت فالزم وأدىالذى عليك الى ربك فأنك احوج الناس الى توفيق خالقك . الزم طريق السلف وغرس من كان قبلك من الساده الاماجد ومن مثل صحابة النبى الامين الذين نقلوا الينا القران غضا طريا ونقلوا لنا السنن والاثار اعلم لهم حقهم وفضلهم واياك ثم اياك ان تلج فى ما شجر بينهم فأن الذى يحوم حول الحمى يوشك ان يواقعه . اعلم طالب العلم على منهاج النبوه ان من لزم السنن والاثار قال بها ومن لزم البدعة واهلها تخلق بادرانهم ولا اقول ببخلقهم فان الرجل يعرف بجلسائه فاحسن الصحبه وليكن صاحبك من هداك الى سنه وجنبك بدعه . ولا تشغل بالك ونفسك بالجدال والمراء فانه يورث العداوه والنفاق فى القلب واغدوا عالما او متعلما ولا تكن امعه تتبع كل ناعق . ضع نصب عينيك دائما قول ربك " قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين " فلا تقبل فى شريعة ربك اهواء المضليين ولا تخرصات المبطلين وكن متبعا ولا تكن مبتدعا فان من لزم الغرس راى الثمر ومن حاد عن النهج كمن يستقى من الصخر . اعلم طالب العلم ان الحكمه والعلم والايمان مكانهما من ابتغاهما , فلير الناس عليك اثار نعماء ربك وسيما طالب العلم النقى التقى الزى يبزل ولا ياخز الزى يعطى ولا يمنع . اعلم طالب العلم ان الظاهر عنوان الباطن فليكن ظاهرك دائما على السنه فأن نبيك قال " لتسوون صفوفكم او ليخلفن الله بين وجوهكم " اياك ثم اياك من التحزب والتفرق والتشرزم فأن الله ذم الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون . الزم جماعة المسلمين : قال الشافعى فى الرساله " وليس المقصود هنا جماعة الابدان بل ما عليه جماعتهم من التحليل والتحريم " ه لزوم النهج ليس بهين ولا تأمن نفسك ان تضل فاعتصم بربك وسله وتوسل اليه حسن الخاتمه فان من مات على النهج والسنه بعث عليها . انشر السنه علم الناس الخير كن امرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ولكن على منهاج النبوه وكما كان سلفنا الصالح يأمرون وينهون . اياك ثم اياك البدعة واهلها والحزبية واربابها والذى نفسى بيده انهما الداء العضال والسم الزعاف لا يفلح من رام طريقهم ومن مضى نحوهم ومن سلك سبلهم فأحزرهم ونفر منهم وحزر الناس طريقهم فأن هذا صيانه لدين المسلمين وجهاد فى سبيل رب العالمين. قال النبى " كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما سمع " فعليك ان تسمع وتدقق وتمعن النظر قبل ان تتكلم فان الذى يهجم على العلم وليس له باهل يوشك ان يضل ويضل . تامل دائما حالك وقربك من السنه وزن نفسك بالكتاب والسنه فأذا كان القرب منهما فاحمد الله ربك على نعمائه وجزيل عطائه . وان كانت التى تكره فعاود الكره فان النبى صلى الله عليه وسلم قال " ان الله لا يمل حتى تملوا " البخارى هذه نصائح غاليه تكتب بماء الذهب فكن منها على علم . مدير الموقع : أ : نور بن محمد ابراهيم دروه

 

 تفسير البحر المحيط ( ابى حيان الاندلسى )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 202
تاريخ التسجيل : 13/06/2012

تفسير البحر المحيط ( ابى حيان الاندلسى ) Empty
مُساهمةموضوع: تفسير البحر المحيط ( ابى حيان الاندلسى )   تفسير البحر المحيط ( ابى حيان الاندلسى ) Emptyالجمعة يونيو 15, 2012 1:29 pm



التعريف بكتاب البحر المحيط ومؤلفه أبو حيان الأندلسي
في إحدى ضواحي مدينة غرناطة الأندلسية ولد "أثير الدين محمد بن يوسف"، المعروف بأبي حيان في (آخر شوال 654هـ = 19 من نوفمبر 1256م)، وبها نشأ وتعلم، فكان مترددا على حلقات العلم المنتشرة في المساجد، وكانت غرناطة آنذاك كبرى حواضر العلم الأندلسية، بعد أن انحسرت دولة الإسلام وتقلصت أراضيها في الأندلس، فدرس الفقه والحديث، ومالت نفسه إلى النحو واللغة والقراءات، فأقبل على تعلمها بهمة عالية ورغبة شديدة، وتتلمذ على أبي جعفر بن الزبير، وابن أبي الأحوص، وأبي الحسن الأبذى، وأخذ القراءات عن أبي جعفر بن الطباع، ودرس الفقه والأصول والحديث والتفسير.

ولم يكتفِ أبو حيان بما حصل، بل طوف في بلاد الأندلس يقابل الشيوخ الأعلام، ويتتلمذ عليهم، فرحل إلى مالقة والمرية، ثم بدأت رحلته الكبرى إلى بلاد المشرق.


خرج أبو حيان من موطنه إلى المشرق شابًا في الخامسة والعشرين من عمره، سنة (679هـ = 1280م) فنزل بجاية وتونس والإسكندرية، ثم رحل إلى مكة، وأدى بها فريضة الحج، ثم عاد إلى مصر، فدخلها في سنة (695هـ = 1295م).

وهذه الرحلة الطويلة قضاها في طلب الحديث واللغة والنحو القراءات، فلا يحل ببلدة إلا اتصل بشيوخها وتلقى عنهم، ولهذا كثرت شيوخه كثرة مفرطة. ولم يشتهر أحد من النحاة بكثرة الشيوخ مثلما اشتهر أبي حيان، ويشير هو إلى ذلك بقوله: "وجملة الذين سمعت منهم أربعمائة شخص وخمسين، وأما الذين أجازوني فعالم كثير جدًا من أهل غرناطة ومالقة وسبتة وديار إفريقيا وديار والحجاز والعراق والشام"، وقد ذكر المقري في "نفح الطيب" شيوخ أبي حيان والكتب التي درسها عليهم.


نزل أبو حيان القاهرة تسبقه شهرته في النحو وتمكنه من القراءات، وبراعته في اللغة، وكانت القاهرة تعيش فترة من أزهى فتراتها العلمية، فاستقبلت الوافد الجديد استقبالاً حسنًا، ولم تضن عليه بما يستحقه من تقدير وإكبار، فأسندت إليه تدريس الحديث في المدرسة النصورية، وفي الوقت الذي صار فيه شيخًا يُشار إليه بالبنان كان تلميذًا في حلقة العالم الكبير بهاء الدين ابن النحاس يتلقى عليه القراءات، فلما توفى ابن النحاس خلفه أبو حيان في حلقته، وجلس مكانه لإقراء الناس القرآن، وعهد إليه بتدريس النحو في جامع الحاكم بالقاهرة سنة (704هـ = 1304م).

وفي القاهرة طالت به الحياة، واتسعت شهرته، وتحلق حوله طلاب العلم من كل مكان، وكان ابن حيان يعجب بطلابه الأذكياء فيحنو عليهم ويساعدهم ويتودد إليهم، لا يمنعه جلال منصبه ولا عظم هيبته أن يفعل ذلك معهم، فتألق بعضهم في حياته ونال منزلة كبيرة، مثل تقي الدين السبكي الفقيه الشافعي المعروف، وجمال الدين الإسنوي الفقيه المؤرخ، وابن أم قاسم، وابن عقيل قاضي القضاة، وبرهان الدين أبو إسحاق السفاقصي، وكمال الدين أبي الفضل الأدفوي، صاحب كتاب "الطالع الصعيد"، الذي ألفه امتثالاً لرغبة شيخه أبي حيان، وصلاح الدين خليل ابن أيبك الصفدي الذي ترجم لشيخه ترجمه وافية في كتابيه "الوافي" و"أعيان العصر".

ولم يكن عند أبي حيان مطمع في منصب أوجاه مثلما كان يفعل بعض العلماء، ولكنه استغنى عن ذلك بالانشغال في تحصيل العلم وتدريسه، والإخلاص في نشره، ولم يجد في غيره لذة وسعادة كالتي يجدها حين يقرأ كتابا أو يطالع مسألة من العلم، وعبر هو عن ذلك بأبيات رقيقة من الشعر، قال فيها:

أعاذل: ذرني وانفرادي عن الورى
فلست أرى فيهم صديقًا مصافيًا

نداماى كتب أستفيد علومها
أحباي تغني عن لقائي الأعاديا

وآنسها القرآن فهو الذي به
نجاتي إذا فكرت أو كنت تاليًا


وفي الوقت الذي أعرض فيه عن السعي وراء المناصب كان ذو الجاه والسلطان يرجون ودَّه ويطلبون صداقته، فكانت علاقته مع نواب السلطنة والسلاطين أنفسهم جيدة، وكانت له صداقة خاصة مع الأمير سيف الدين أرغون كافل المملكة المصرية، وكان يتبسط معه في الحديث، وكان السلطان الناصر قلاوون يجله ويعظمه، وله في نفسه مكانة لا تدانى.

وبلغ من مكانته وتقدير الناس له أنه مدح كما يمدح الأمراء والسلاطين، لا رغبة في نوال ولا طمعًا في مال، وإنما مدح مديح المحب لمن يعرف قدر من يمدحه، فهو يمدح اختيارًا لا اضطرارًا، وممن مدحه من أهل الأدب محيي الدين بن عبد الظاهر صاحب ديوان الرسائل في مصر، وصدر الدين بن الوكيل، ونجم الدين الإسكندري، والقاضي ناصر الدين شافع، وخليل من أيبك الصفدي.

وقد فطن إلى هذه الظاهرة صدر الدين بن الوكيل حين زاره ابن حيان في منزله فلم يجده، فكتب له على مصراع الباب ما يفيد أنه حضر للزيارة، فلما جاء ابن الوكيل وقرأ ما كتبه ابن حيان على الباب قال:

قالوا: أبو حيان – غير مدافع-
ملك النحاة، فقلت بالإجماع

اسم الملوك على النقود: وإنني
شاهدت كنيته على المصراع


مؤلفاته وكتبه

أجمع المترجمون لأبي حيان على تبحره في علوم اللغة والنحو والقراءات والتفسير، ووصفه تلميذه النابغة خليل بن أيبك الصفدي بقوله: ولم أر في أشياخي أكثر اشتغالاً منه؛ لأني لم أره قط إلا يسمع أو يشتغل أو يكتب، ولم أره غير ذلك؛ لذلك لم يكن من الغريب أن تكثر مؤلفاته، وألا يدع فنًا من فنون العربية إلا وضع فيه مؤلفًا، فصنف في التفسير وفي الفقه والنحو الصرف واللغة والقراءات، ومن تلك المؤلفات:

- التذييل والتكميل، وهو شرح على التسهيل لابن مالك في النحو، وقد طبع الكتاب بتحقيق حسن هنداوي في أربعة أجزاء ونشرته دار القلم السورية.

- وارتشاف الضرب من لسان العرب، في النحو أيضًا، والكتاب مطبوع أكثر من مرة في القاهرة.

- وإتحاف الأريب بما في القرآن من الغريب، وقد طبع الكتاب سنة 1936م بتحقيق محمد سعيد بن مصطفى الوردي

وله كتب في القراءات، مثل: كتاب النافع في قراءات نافع، وكتاب الأثير في قراءة ابن كثير، والروض الباسم في قراءة عاصم"، وغاية المطلوب في قراءة يعقوب، وتقريب النائي في قراءة الكسائي.

وكان ابن حيان يجيد الفارسية والتركية والحبشية إلى جانب اللغة العربية، وألف بهما، فيذكر الصفدي في ترجمته لشيخه أبي حيان عدة مؤلفات له بهذه اللغات، منها:

- ذهو الملك في نحو الترك

- والإدراك في لسان الأتراك، وقد طبع هذا الكتاب بالقسطنطينية سنة 1309هـ

- ومنطق الخرس في لسان الفرس.

- ونور الغبش في لسان الحبش.

البحر المحيط في تفسير القرآن الكريم :

غير أن أشهر أعماله وأبقاها هو تفسيره المعروف بالبحر المحيط، الذي يعد قمة التفاسير التي عنيت بالنحو، وتوسعت في الإعراب ورواية القراءات وتوجيهها والاحتجاج لها والدفاع عنها، وهذا العمل الفذ هو خلاصة علم أبي حيان ونتاج حياته الحافلة بالدرس والتحصيل، وضعه بعد أن رسخت قدمه في العربية وعلومها، ونضجت خبرته، وساعده على إنجازه قيامه بالتفسير في قبة السلطان الملك المنصور سنة 710هـ وهو في السابعة والخمسين من عمره.

وقد بين أبي حيان منهجه في مقدمة كتابه فقال: "إني أبتدئ أولاً بالكلام على مفردات الآية التي أفسرها لفظة لفظة فيما يحتاج إليه من اللغة والأحكام النحوية التي لتلك اللفظة، وإذا كان للكلمة معنيان أو معان ذكرت ذلك في أول موضع فيه تلك الكلمة، لينظر ما يناسب لها من تلك المعاني في كل موضع تقع فيه فيحمل عليه، ثم أشرع في تفسير الآية ذاكرًا سبب نزولها وارتباطها بما قبلها حاشدًا فيها القراءات، ذاكرًا توجيه ذلك في علم العربية، بحيث إني لا أغادر منها كلمة وإن اشتهرت حتى أتكلم عليها مبديًا ما فيها من غوامض الإعراب ودقائق الآداب.." والكتاب مطبوع متداول بين أهل العلم.

وفاته

طالت الحياة بأبي حيان الغرناطي فتجاوز التسعين، قضاها متنقلاً من أرض إلى أرض، كما قاضها متنقلاً بين العلوم من فن إلى آخر، ولم تزل قدمه في أي موضع نزلت، وبارك الله في عمره؛ فوضع أكثر من ثلاثين مصنفًا، وذلك منكبًا على الدرس والتحصيل حتى لقي الله في (28 من صفر 745هـ = 11 من يوليو 1344م) ودفن بمقبرة الصوفية خارج باب النصر، وصلى عليه بالجامع الأموي بدمشق صلاة الغائب.

هوامش ومصادر:


أحمد بن محمد المقري – نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب – تحقيق إحسان عباس – دار صادر – بيروت – 1968م.
عبد الوهاب السكبي- طبقات الشافعية الكبرى – تحقيق محمود محمد الطناحي وعبد الفتاح محمد الحلو- هجر للطباعة والنشر – القاهرة – 1413هـ = 1992م.
عبد العال سالم مكرم – المدرسة النحوية في مصر والشام في القرنين السابع والثامن من الهجرة – مؤسسة الرسالة – بيروت – 1410 هـ = 1990م.
إبراهيم عبد الله رفيده – النحو وكتب التفسير – الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان مصراته – ليبيا – 1399 هـ = 1990م.
شوقي ضيف – المدارس النحوية – دار المعارف – القاهرة – 1983م.
محمد عبد الغني حسن – تراجم عربية – دار الكتاب العربي للطباعة والنشر – القاهرة 1968م.
وأحب أن أشير إلى كتاب ( الإعراب المحيط من البحر المحيط ) فإنه من تأليف أخيكم الأستاذ الدكتور ياسين جاسم المحيمد ، وقد استخلصته من تفسير البحر المحيط لأبي حيان منذ عشرة أعوام . لأن أبا حيان ليس له إعراب مستقل للقرآن الكريم . لكنني حينما طبعته في دار إحياء التراث كتبت - للأمانة العلمية - على الغلاف : لأبي حيان ، وتحتها : تأليف الدكتور ياسين جاسم ....إلا أنني لم أجد ذكر اسمي على الكتاب في هذا المنتدى . وأعتقد أن القراء الأفاضل فهموا أنه من تأليف أبي حيان وهذا وهْمٌ . أرجو أن يصحح ..
كما أفيدكم أن الكتاب طمع فيه أساتذة جامعيون بحجة أنهم يريدون تحقيقه وذلك أنهم يعتقدون أنه لأبي حيان . وليعلم الجميع أن أبا حيان - رحمه الله- ليس له إعراب مستقل عن التفسير . فالكتاب من تأليفي . اشتغلت به أعواماً . فسبرت تفسير البحر المحيط كلمة كلمة حتى استخرجته ، وطبعته ، وقد حذفت دار النشر آنذاك الهوامش ونشرته بدونها ، فحزنت لهذا الأمر ، لذلك فإنني أعيد النظر فيه الآن لطبعه مرة أخرى . فانظروا رعاكم الله إلى غلاف الكتاب طبع دار إحياء التراث العربي.

( نقد ابى حيان الاندلسى للصوفيه )

تفسير الصوفية لقوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ﴾
1. قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾[البقرة: 282].

قال أبو حيان الأندلسي:

﴿وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ إشارة إلى إحاطته تعالى بالمعلومات، فلا يشذ عنه منها شيء. وفيها إشعار بالمجازاة للفاسق والمتقي، وأعيد لفظ الله في هذه الجمل الثلاث على طريق تعظيم الأمر، جعلت كل جملة منها مستقلة بنفسها لا تحتاج إلى ربط بالضمير، بل اكتفي فيها بربط حرف العطف، وليست في معنى واحد، فالأولى: حث على التقوى، والثانية: تذكر بالنعم، والثالثة: تتضمن الوعد والوعيد.

وقيل: معنى الآية الوعد، فإن من اتقى علمه الله، وكثيراً ما يتمثل بهذه بعض المتطوعة من الصوفية الذين يتجافون عن الاشتغال بعلوم الشريعة، من الفقه وغيره، إذا ذكر له العلم، والاشتغال به، قالوا: قال الله: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ﴾، ومن أين تُعرف التقوى؟ وهل تعرف إلاَّ بالعلم؟.([1])

منشأ عقيدة: "تفضيل الولي على النبي" عند الصوفية
2. عند تفسير قوله تعالى: ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾[آل عمران: 61].

قال أبو حيان الأندلسي:

...ومن أغرب الاستدلال ما استدلّ به من الآية محمد بن عليّ الحمصي، وكان متكلماً على طريق الإثني عشرية [أي الشيعة الإمامية]...

[ثم ذكر طريقة استدلاله الفاسدة والرد عليها، ثم قال:] وهذه النزعة التي ذهب إليها هذا الحمصي من كون عليّ [رضي الله عنه] أفضل من الأنبياء عليهم السلام سوى محمد صلى الله عليه وسلم، وتلقّفها بعض من ينتحل كلام الصوفية، ووسع المجال فيها، فزعم أن الولي أفضل من النبي، ولم يقصر ذلك على وليّ واحد، كما قصر ذلك الحمصي، بل زعم: أن رتبة الولاية التي لا نبوة معها أفضل من رتبة النبوة. قال: لأن الولي يأخذ عن الله بغير واسطة، والنبي يأخذ عن الله بواسطة ومن أخذ بلا واسطة أفضل ممن أخذ بواسطة. وهذه المقالة مخالفة لمقالات أهل الإسلام. نعوذ بالله من ذلك، ولا أحد أكذب ممن يدعي أن الولي يأخذ عن الله بغير واسطة، لقد يقشعرّ المؤمن من سماع هذا الافتراء. وحكى لي من لا أتهمه عن بعض المنتمين إلى أنه من أهل الصلاح، أنه رؤي في يده كتاب ينظر فيه، فسئل عنه، فقال: فيه ما أخذته عن رسول الله، وفيه ما أخذته عن الله شفاهاً، أو شافهني به، الشك من السامع. فانظر إلى جراءة هذا الكاذب على الله حيث ادعى مقام من كلمة الله: كموسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام وعلى سائر الأنبياء؟اﻫ([2])

وصف دقيق لحال الصوفية:
3. عند تفسير قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [المائدة/54].

قال أبو حيان الأندلسي:

وقال الزمخشري [المعتزلي]: وأما ما يعتقده أجهل الناس وأعداهم للعلم وأهله ، وأمقتهم للشرع، وأسوأهم طريقة ، وإن كانت طريقته عند أمثاله من السفهاء والجهلة شيئاً وهم : الفرقة المنفعلة والمتفعلة من الصوف وما يدينون به من المحبة والعشق والتغني على كراسيهم خرَّبها الله ، وفي مراقصهم عطّلها الله ، بأبيات الغزل المقولة في المردان الذين يسمونهم شهداء الله وصعقاتهم التي تشبه صعقة موسى عند دك الطور ، فتعالى الله عن ذلك علواً كبيراً . ومن كلماته كما أنه بذاته يحبهم كذلك يحبون ذاته، فإن الهاء راجعة إلى الذات دون النعوت والصفات . ومنها الحب شرطه أن تلحقه سكرات المحبة ، فإذا لم يكن ذلك لم يكن فيه حقيقة.انتهى كلام الزمخشري رحمه الله تعالى([3]) . وقال بعض المعاصرين : قد عظم أمر هؤلاء المنفعلة عند العامة وكثر القول فيهم بالحلول والوحدة ، وسر الحروف ، وتفسير القرآن على طريق القرامطة الكفار الباطنية ، وادعاء أعظم الخوارق لأفسق الفساق، وبغضهم في العلم وأهله.([4])

منع بعض الصوفية دعاء الله في أمور الدنيا مخالفين بذلك إجماع علماء الأمصار
4. عند تفسير قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ [آل عمران/192-194].

قال أبو حيان الأندلسي:

وتكرر لفظ ربنا خمس مرات، كلّ ذلك على سبيل الاستعطاف وتطلب رحمة الله تعالى بندائه بهذا الاسم الشريف الدال على التربية والملك والإصلاح. وكذلك تكرر هذا الاسم في قصة آدم ونوح وغيرهما. وفي تكرار ربنا ربنا دلالة على جواز الإلحاح في المسألة، واعتماد كثرة الطلب من الله تعالى. وفي الحديث: «ألظوا بـ: يا ذا الجلال والإكرام»([5]) وقال الحسن: ما زالوا يقولون: ربنا ربنا حتى استجاب لهم. وهذه مسألة أجمع عليها علماء الأمصار خلافاً لبعض الصوفية، إذ أجاز ذلك فيما يتعلق بالآخرة لا بالدنيا، ولبعض المتصوفة أيضاً إذ قال: اللهُ تعالى تولّى مَن اتبع الأمرَ واجتنبَ النهي وارتفعَ عنه كلفُ طلباتِه ودعائه.([6])

عقيدة الحلولية والإتحادية عند غلاة الصوفية مأخوذة من دين النصارى:
5. عند تفسير قوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [المائدة/17].

ذكر أبو حيان الأندلسي أقوال النصارى في "عيسى بن مريم" صلى الله عليه وسلم ثم قال: ومن بعض اعتقادات النصارى استنبط من تستر بالإسلام ظاهراً وانتمى إلى الصوفية حلول الله تعالى في الصور الجميلة، ومن ذهب من ملاحدتهم إلى القول بالاتحاد والوحدة: كالحلاج، والشوذي، وابن أحلى، وابن العربي المقيم كان بدمشق، وابن الفارض. وأتباع هؤلاء كابن سبعين، والتستري تلميذه، وابن مطرف المقيم بمرسية، والصفار المقتول بغرناطة، وابن اللباج، وأبو الحسن المقيم كان بلورقة. وممن رأيناه يُرمى بهذا المذهب الملعون العفيفُ التلمساني وله في ذلك أشعار كثيرة، وابن عياش المالقي الأسود الأقطع المقيم كان بدمشق، وعبد الواحد بن المؤخر المقيم كان بصعيد مصر، والأيكي العجمي الذي كان تولى المشيخة بخانقاه سعيد السعداء بالقاهر من ديار مصر، وأبو يعقوب بن مبشر تلميذ التستري المقيم كان بحارة زويلة. وإنما سردت أسماء هؤلاء نصحاً لدين الله -يعلم الله ذلك- وشفقة على ضعفاء المسلمين وليحذروا، فهم شر من الفلاسفة الذين يكذّبون الله تعالى ورسله ويقولون بقدم العالم، وينكرون البعث.

وقد أولع جهلة ممن ينتمي للتصوّف بتعظيم هؤلاء وادّعائهم أنهم صفوة الله وأولياؤه، والردُّ على النصارى والحلولية والقائلين بالوحدة هو من علم أصول الدين.اﻫ([7])

تفريق الصوفية بين الحقيقة والشريعة ليس من كلام السلف:
6. عند تفسير قوله تعالى: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [المائدة/120].

قال أبو حيان الأندلسي:

وقال أيضاً [أي: أبو عبد الله الرازي]: مفتتح السورة، كان بذكر العهد المنعقد بين الربوبية والعبودية، فيشرع العبد في العبودية وينتهي إلى الفناء المحض عن نفسه بالكلية، فالأول هو الشريعة وهو البداية، والآخر هو الحقيقة وهو النهاية فمفتتح السورة من الشريعة ومختتمها بذكر الله عز وجل وكبريائه تعالى وعزته وقهره وعلوه، وذلك هو الوصول إلى مقام الحقيقة فما أحسن المناسبة بين ذلك المفتتح وهذا المختتم؛ انتهى كلامه، وليست الحقيقة والشريعة والتمييز بينهما لا من كلام الصحابة رضي الله عنهم ولا من كلام التابعين، وإنما ذلك من ألفاظ الصوفية واصطلاحاتهم ولهم في ذلك كلام طويل والله أعلم بالصواب.اﻫ([8])

فشو مذهب الحلول والاتحاد في مشائخ الصوفية حتى ادعى بعضهم الإلـٰهية:
7. عند تفسير قوله تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾[التوبة/31].

قال أبو حيان الأندلسي:

الضمير عائد على اليهود والنصارى. قال حذيفة: لم يعبدوهم ولكنْ أحلوا لهم الحرام فأحلوه، وحرموا عليهم الحلال فحرموه، وقد جاء هذا مرفوعاً في الترمذي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث عدي بن حاتم. وقيل: كانوا يسجدون لهم كما يسجدون لله، والسجود لا يكون إلا لله، فأطلق عليهم ذلك مجازاً. وقيل: علم سبحانه أنهم يعتقدون الحلول، وأنه سبحانه تجلى في بواطنهم فيسجدون له معتقدين أنه لله الذي حل فيهم وتجلى في سرائرهم، فهؤلاء اتخذوهم أرباباً حقيقة. ومذهب الحلول فشا في هذه الأمة كثيراً، وقالوا بالاتحاد. وأكثر ما فشا في مشائخ الصوفية والفقراء في وقتنا هذا، وقد رأيت منهم جماعة يزعمون أنهم أكابر. وحكى أبو عبد الله الرازي أنه كان فاشياً في زمانه، حكاه في تفسيره عن بعض المروزيين كان يقول لأصحابه: أنتم عبيدي، وإذا خلا ببعض الحمقى من أتباعه ادعى الإلهية. وإذا كان هذا مشاهداً في هذه الأمة، فكيف يبعد ثبوته في الأمم السابقة.انتهى وهو منقول من كتاب التحرير والتحبير، وقد صنف شيخنا المحدث المتصوّف قطب الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن القسطلاني كتاباً في هذه الطائفة، فذكر فيهم الحسين بن منصور الحلاج، وأبا عبد الله الشوذي كان بتلمسان، وإبراهيم بن يوسف بن محمد بن دهان عرف بابن المرأة، وأبا عبد الله بن أحلى المتأمر بلورقة، وأبا عبد الله بن العربي الطائي، وعمر بن علي بن الفارض، وعبد الحق بن سبعين، وأبا الحسن الششتري من أصحابه، وابن مطرف الأعمى من أصحاب ابن أحلى، والصفيفير من أصحابه أيضاً، والعفيف التلمساني. وذكر في كتابه من أحوالهم وكلامهم وأشعارهم ما يدل على هذا المذهب. وقتل السلطان أبو عبد الله بن الأحمر ملك الأندلس الصفيفير بغرناطة وأنابها، وقد رأيت العفيف الكوفي وأنشدني من شعره، وكان يتكتم هذا المذهب. وكان أبو عبد الله الأيكي شيخ خانكاه سعيد السعداء مخالطاً له خلطة كثيرة، وكان متهماً بهذا المذهب، وخرج التلمساني من القاهرة هارباً إلى الشام من القتل على الزندقة. وأما ملوك العبيديين بالمغرب ومصر فإن أتباعهم يعتقدون فيهم الإلهية، وأولهم عبيد الله المتلقب بالمهدي، وآخرهم سليمان المتلقب بالعاضد. والأحبار علماء اليهود، والرهبان عباد النصارى الذين زهدوا في الدنيا وانقطعوا عن الخلق في الصوامع. أخبر عن المجموع، وعاد كل ما يناسبه. أي: اتخذ اليهود أحبارهم، والنصارى رهبانهم.اﻫ([9])

تعريف الولي والتحذير من مذهب الصوفية وبعض الملحدين فيه:

8. عند تفسير قوله تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (*) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [يونس/62، 63].

قال أبو حيان الأندلسي:

قال ابن عطية: وهذه الآية يعطي ظاهرها أن من آمن واتقى فهو داخل في أولياء الله، وهذا هو الذي تقتضيه الشريعة في الولي، وإنما نبهنا هذا التنبيه حذراً من مذهب الصوفية وبعض الملحدين في الولي انتهى. وإنما قال: حذرا من مذهب الصوفية، لأن بعضهم نقل عنه أنّ الولي أفضل من النبي، وهذا لا يكاد يخطر في قلب مسلم. ولابن العربي الطائي كلام في الولي وفي غيره نعوذ بالله منه.اﻫ([10])

بدعة التفسير الباطني عند غلاة الصوفية:
9. عند تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا﴾ [الكهف/60].

قال أبو حيان الأندلسي:

وقيل: ﴿مجمع البحرين﴾ بحر ملح وبحر عذب فيكون الخضر على هذا عند موقع نهر عظيم في البحر. وقالت فرقة: البحران كناية عن موسى والخضر لأنهما بحرا علم. وهذا شبيه بتفسير الباطنية وغلاة الصوفية، والأحاديث تدل على أنهما بحرا ماء.

وقال الزمخشري: من بدع التفاسير أن البحرين موسى والخضر لأنهما كانا بحرين في العلم انتهى.([11])

افتخار أولاد مشايخ الزوايا الصوفية بآبائهم هو من تفاخر الجاهلية:
10. عند تفسير قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات/13].

قال أبو حيان الأندلسي:

ودعوى التفاضل، وهي التقوى. وفي خطبته عليه الصلاة والسلام يوم فتح مكة: " إنما الناس رجلان، مؤمن تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله "([12]) ثم قرأ الآية. وعنه صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله"([13]) وما زال التفاخر بالأنساب في الجاهلية والإسلام، وبالبلاد، وبالمذاهب وبالعلوم وبالصنائع، وأكثره بالأنساب:

وأعجب شيء إلى عاقل... فروع عن المجد مستأخره

إذا سئلوا ما لهم من علا... أشاروا إلى أعظم ناخره

ومن ذلك: افتخار أولاد مشايخ الزوايا الصوفية بآبائهم، واحترام الناس لهم بذلك وتعظيمهم لهم، وإن كان الأولاد بخلاف الآباء في الدين والصلاح.اﻫ([14])

عند تفسير قوله تعالى: ﴿قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾ إنما هو للعوام:
11. عند عند تفسير قوله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)﴾

ذكر أبو حيان الأندلسي اختلاف العلماء في تفسير الروح في الآية وبدأ بقول الجمهور أنها "الروح التي في الحيوان وهو اسم جنس وهو الظاهر" ورجحه فقال: "والصحيح من هذه الأقوال القول الأول، والظاهر أنهم سألوا عن ماهيتها وحقيقتها، وقيل: عن كيفية مداخلتها الجسد الحيواني وانبعاثها فيه وصورة ملابستها له، وكلاهما مشكل لا يعلمه قبل إلاّ الله. وقد رأيت كتاباً يترجم بكتاب "النفخة والتسوية" لبعض الفقهاء المتصوفة يذكر فيها أن الجواب في قوله {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} إنما هو للعوام، وأما الخواص فهم عنده يعرفون الروح."[15]

في التفسير الباطني المسمى: "الحقائق" عند غلاة الصوفية ما لا يحل كتابته فضلاً عن اعتقاده:
12. عند عند تفسير قوله تعالى: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (*) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (*) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ﴾ [التكوير/1-4].

قال أبو حيان الأندلسي:

قال ابن عطية: وذهب قوم إلى أن هذه الأشياء المذكورة استعارات في كل ابن آدم وأحواله عند الموت. فالشمس نفسه، والنجوم عيناه وحواسه، وهذا قول ذاهب إلى إثبات الرموز في كتاب الله تعالى. انتهى.

وهذا مذهب الباطنية، ومذاهب من ينتمي إلى الإسلام من غلاة الصوفية، وقد أشرنا إليهم في خطبة هذا الكتاب؛ وإنما هؤلاء زنادقة تستروا بالانتماء إلى ملة الإسلام. وكتاب الله جاء بلسان عربي مبين، لا رمز فيه ولا لغز ولا باطن، ولا إيماء لشيء مما تنتحله الفلاسفة ولا أهل الطبائع. ولقد ضمن تفسيره أبو عبد الله الرازي المعروف بابن خطيب الري أشياء مما قاله الحكماء عنده وأصحاب النجوم وأصحاب الهيئة، وذلك كله بمعزل عن تفسير كتاب الله عز وجل. وكذلك ما ذكره صاحب التحرير والتحبير في آخر ما يفسره من الآيات من كلام من ينتمي إلى الصوف ويسميها الحقائق، وفيها ما لا يحل كتابته، فضلاً عن أن يعتقد، نسأل الله تعالى السلامة في ديننا وعقائدنا وما به قوام ديننا ودنيانا.اﻫ([16])

13. وعند عند تفسير قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13)﴾ [الرعد : 12- 13]

نقل أبو حيان الأندلسي عن الزمخشري قوله: ...ومن بدع المتصوفة: الرعد صعقات الملائكة ، والبرق زفرات أفئدتهم ، والمطر بكاؤهم.انتهى[17]

14. وعند عند تفسير قوله تعالى: ﴿وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42)﴾

ذكر أبو حيان الأندلسي أقوال العلماء في تفسير هذه الآية ثم قال: "وقيل: الذرية: النطف ، والفلك المشحون : بطون النساء ، ذكره الماوردي ، ونسب إلى عليّ بن أبي طالب ، وهذا لا يصح ، لأنه من نوع تفسير الباطنية وغلاة المتصوفة الذين يفسرون كتاب الله على شيء لا يدل عليه اللفظ بجهة من جهات الدلالة ، يحرفون الكلم عن مواضعة . ويدل على أنه أريد ظاهر الفلك قوله : { وخلقنا لهم من مثله ما يركبون } : يعني الإبل والخيل والبغال والحمير ، والمماثلة في أنه مركوب مبلغ للأوطان فقط."[18]
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تقبلوا تحيات أخوكم في الله الكلم الطيب كان الله له.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] تفسير البحر المحيط - (ج 3 / ص 111)

[2] تفسير البحر المحيط - (ج 3 / ص 262).

[3] الكشاف - (ج 2 / ص 37)

[4] تفسير البحر المحيط - (ج 4 / ص 459)

[5] قال الألباني: صحيح ينظر: السلسلة الصحيحة - (ج 4 / ص 110) رقم: 1536

[6] تفسير البحر المحيط - (ج 3 / ص 497)

[7] نفس المصدر - (ج 4 / ص 385)

[8] نفس المصدر - (ج 5 / ص 69)

[9] نفس المصدر - (ج 6 / ص 146)

[10] نفس المصدر - (ج 6 / ص 333)

[11] نفس المصدر - (ج 7 / ص 470)

[12] قال الألباني: صحيح.ينظر: صحيح سنن الترمذي - (ج 7 / ص 270)، الصحيحة برقم: ( 2700 )

[13] رواه الحارث في بغيته - (ج 1 / ص 320)، وأحمد في كتاب الزهد - (ج 4 / ص 276) برقم: 1726، المعافى بن عمران الموصلي في زهده - (ج 1 / ص 139) برقم: 131. قال الهيثمى (8/59) : فيه هشام بن زياد أبو المقدام ، وهو متروك . والعقيلى (4/340 ، ترجمة 1946 هشام بن زياد بن سعدويه) وقال: ليس لهذا الحديث طريق يثبت.

[14] تفسير البحر المحيط - (ج 10 / ص 116)

[15] - تفسير البحر المحيط - (7 / 393)

[16] نفس المصدر - (ج 10 / ص 440)

17] - تفسير البحر المحيط - (7 / 96)

[18] - تفسير البحر المحيط - (9 / 276)
__________________


عنوان الكتاب: تفسير البحر المحيط (ط العلمية)
• المؤلف: أبو حيان الأندلسي
• المحقق: عادل أحمد - علي معوض
• الناشر: دار الكتب العلمية
• سنة النشر: 1413 - 1993
• عدد المجلدات: 8
• رقم الطبعة: 1
• تاريخ إضافته: 15 / 10 / 2008
• شوهد: 10375 مرة
• رابط التحميل من موقع Archive: اضغط هنا

http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1230

http://archive.org/details/tbmih
http://archive.org/details/BahrMuhit

(منهج أبي حيان الأندلسي في التفسير من خلال تفسيره البحر المحيط - بحث من انجاز أحمد زكي )

http://www.4shared.com/office/Lkhero8E/___________-_____.html





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://noury2000.forumegypt.net
 
تفسير البحر المحيط ( ابى حيان الاندلسى )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الكشاف للزمخشرى ( تفسير اعتزالى)
» تفسير ابن جريج ( جمعه على حسن عبد الغنى)
» تفسير القران العزيز ( لابن ابى زمنين)
» تفسير الشعراوى
» تفسير الجلالين ( المحلى والسيوطى)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الدروى :: القران الكريم وعلومه :: مكتبة التفسير المصوره .-
انتقل الى: